الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

ماذا تعرف عن : مؤسسة التنمية الأسرية ... ؟؟؟

من أقوال سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك -حفظها الله-
"إنني أرى صورة مستقبل المرأة في بلادي.. أراها وقد أصبحت أكثر وعياً وفهماً لكل ما يحيط بنا من ظروف وما هو مطلوب منها من واجبات أراها وقد وضعت يدها في يد أختها لتصعدان معاً سلم التقدم والحضارة الراسخة بأصول ثابتة فهذا أول طريق رد الجميل للوطن الأم" .
 
انشأت مؤسسة التنمية الأسرية بقرار من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (حفظه الله ورعاه) بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي بالقانون رقم (11) لسنة 2006م بتاريخ 2006/5/10.برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (حفظها الله) الرئيس الأعلى للمؤسسة على أن تحل المؤسسة محل جمعية نهضة المرأة الظبيانية وفروعها ومكاتبها والجهات والأندية التي ضمت إليها، وتؤول إليها جميع الأصول والممتلكات العقارية والمنقولة الخاصة بتلك الجهات وتنقل إليها كافة حقوقها وإلتزاماتها.
 
طبيعة المؤسسة:
هي مؤسسة عامة غير ربحية ذات شخصية اعتبارية تتمتع بالأهلية القانونية الكاملة والاستقلال المالي والإداري.
 
مقــر المؤسسة:
يتضمن قانون إنشاء المؤسسة - أن يكون مقرها الرئيسي أبوظبي - ويجوز لمجلس الأمناء بعد موافقة الرئيس الأعلى أن ينشئ فروعاً ومكاتب لها في الإمارة.
 
أولويات المؤسسة:
  • المحافظة على قيم وثقافة الأُسَرة
  • تطوير المرأة
  • تنمية قدرات الأطفال
  • الدعم الصحي للأسرة
  • بناء القدرات
  • تنمية الموارد البشرية
الرؤية: الريادة في تنمية الأسرة

الرسالة: إعداد أسرة واعية ذات أصالة راسخة قادرة علي مواجهة تحديات المستقبل

الأهداف:
  • تأصيل القيم الدينية وغرس التقاليد العربية الأصيلة لضمان استمرارية الأسرة وتماسك المجتمع.
  • وضع الاستراتيجيات والخطط وتنفيذ البرامج المتخصصة في تنشئة ووقاية ورعاية الطفل وإعداده الإعداد الجيد للمستقبل.
  • العمل على مساعدة المرأة وتعزيز مكانتها لتمكينها من الإسهام الفاعل في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  • تبني أساليب مبتكرة لتنفيذ السياسات الرامية الى رعاية وتنمية وتأهيل المرأة والطفل في اتساق مع السياسة الاجتماعية للدولة وبالتعاون الأمثل مع المنظمات الإقليمية والدولية.
  • اعتماد مبدأ العدل والمساواة بين الرجل والمرأة والشراكة في الأسرة لمسايرة التنمية الشاملة.
  • الإهتمام بمحاربة الفقر وإتاحة الفرص للمرأة للمشاركة في سوق العمل لزيادة دخل الأسرة.
  • اعتماد مشروعات الرعاية والإنماء الداعمة لمتطلبات الأمومة والطفولة.
  • الدفاع عن حقوق المرأة في كافة المجالات بما يكفل لها حياة أسرية كريمة باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع.
  • إيجاد الآليات المناسبة لحل المنازعات والمشكلات التي تواجه المرأة والأسرة بوجه عام سواء كان ذلك من خلال المؤسسة او بتفويض من الغير في هذا الشأن.
  • توفير الرعاية اللازمة للمسنين بكافة صورها وأشكالها والعمل على استقطابهم للعيش في حياة اجتماعية مستقرة.
  • إزكاء روح المبادرة والابتكار لدى النشئ والشباب لتحفيزهم على العمل والانتاج.
  • نشر الوعي بقضايا الأسرة باستخدام الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية.
  • تعميم مفاهيم الثقافة البيئية لضمان الترشيد الأمثل للمياه والطاقة والوعي البيئي .
  • غرس وتمكين مفاهيم وآليات العمل التطوعي لدى أفراد الأسـرة.
  • الاهتمام بقضايا التربية والتعليم ووسائل التقنية الحديثة لتحقيق أهداف المؤسسة.
  • دعم حقوق المرأة الأسرية وتنميتها.
شعار المؤسسة

يوضح الشعار أهمية الترابط الأسري وذلك يبرز من خلال الأم الحاضنة لطفلها برعاية واهتمام. كما يبرز الشعار الاهتمام الأسري من خلال الألوان المستخدمة وذلك على النحو التالي
:
اللون الأزرق: الإحساس العميق بالانتماء والمسئولية.
اللون الذهبي: لون الذهب ويوحي لنا بالقيم والمبادئ الثمينة.
حمل شعارنا
مراكز المؤسسة
بموجب قانون إنشاء المؤسسة رقم (11) بتاريخ 10 /5/2006 فإن المقر الرئيسي للمؤسسة (مدينة أبوظبي) ويتبع المؤسسة الفروع أدناه. الجدول التالي يقدم صورة عامة عن الخدمات التي يوفرها كل فرع من فروع المؤسسة:

المراكز/الخدمات خدمات و مرافق أخرى
أبوظبي P P P P
البطين P P P
نادي أبوظبي للسيدات P P P
العين P P P P
الوثبة P P P P
الشهامة P P P
مدينة زايد P P P
السلع P P P
دلما P P P
المرفأ P P P
غياثي P P P
سويحان P P P
الهير P P P P
مدينة الضباط P P P P P
متنزة و مسبح الشريعة P P P P
رماح
الشويب


المفتاح: مدرسة روضة مركز تعليم كبار
دورات/محاضرات تحفيظ قرآن مكتبة عامة
مركز صحي

 

ماذا تعرف عن: مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصّة ... ؟؟؟

مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصّة

شعار: مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصّة
مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصّة هي مؤسسة حكومية مستقلة تأسّست بموجب القانون رقم (2) لسنة 2004، لتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة في إمارة أبوظبي ولدعم دور هذه الفئة كأعضاء فاعلين في المجتمع، وتشجيع العمل التطوعي في مجال الخدمات الإنسانية من خلال برامج تثقيف للجميع وتحسين جودة الخدمات المقدمة باستمرار وقياس ذلك بإجراء الدراسات والبحوث.
الرؤية:أن تكون مؤسسة حائزة على ثقة المجتمع وتتميز بالكفاءة في تحقيق أهداف وآمال فئاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام ليصبحوا أفراد فاعلين في المجتمع.
الرسالة:
  1. تقديم الخدمات التعليمية والتأهيلية والعلاجية المساندة لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة باتباع أفضل الممارسات العالمية في ميادين الرعاية والتأهيل.
  2. دمج فئاتها من الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.
  3. التسخير الأمثل لمواردها البشرية والمالية والتقنية.
القيم:
  • الشفافية
  • المسؤولية
  • التعاون
  • الجودة
  • الرحمة
  • الإنجاز

تحيتي ومودتي ... أيمن ... ؛

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

7 أساليب للتعامل مع طفلك العنيد ... ؛

متى يبدأ العناد ؟العناد ظاهرة سلوكية تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر، فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه؛ لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته؛ فيكون موقفه متسماً بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي.

وللعناد مرحلة أولى:
حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام قبل سن الثلاث سنوات من العمر أو بعد السنتين الأوليين؛ وذلك نتيجة لشعوره بالاستقلالية, ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية، فيرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات.

أما المرحلة الثانية:
فهي العناد في مرحلة المراهقة؛ حيث يأتي العناد تعبيراً للانفصال عن الوالدين، ولكن عموماً وبمرور الوقت يكتشف الطفل أو المراهق أن العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه؛ فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء، ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقاً جديدةً في الخبرات والمهارات الجديدة، خصوصاً إذا كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب الحوار معه، مع وجود الحنان الحازم.
وللعناد أشكال كثيرة : * عناد التصميم والإرادة:
وهذا العناد يجب أن يُشجَّع ويُدعَّم؛ لأنه نوع من التصميم، فقد نرى الطفل يُصر على تكرار محاولته، كأن يصر على محاولة إصلاح لعبة، وإذا فشل يصيح مصراً على تكرار محاولته. 

* العناد المفتقد للوعي: يكون بتصميم الطفل على رغبته دون النظر إلى العواقب المترتبة على هذا العناد، فهو عناد أرعن, كأن يصر الطفل على استكمال مشاهدة فلم تلفازي بالرغم من محاولة إقناع أمه له بالنوم؛ حتى يتمكن من الاستيقاظ صباحاً للذهاب إلى المدرسة.

* العناد مع النفس :نرى الطفل يحاول أن يعاند نفسه ويعذبها، ويصبح في صراع داخلي مع نفسه، فقد يغتاظ الطفل من أمه؛ فيرفض الطعام وهو جائع، برغم محاولات أمه وطلبها إليه تناول الطعام، وهو يظن بفعله هذا أنه يعذب نفسه بالتَّضوُّر جوعاً.

* العناد اضطراب سلوكي:الطفل يرغب في المعاكسة والمشاكسة ومعارضة الآخرين, فهو يعتاد العناد وسيلةً متواصلة ونمطاً راسخاً وصفة ثابتة في الشخصية، وهنا يحتاج إلى استشارة من متخصص.

* عناد فسيولوجي: بعض الإصابات العضوية للدماغ مثل أنواع التخلف العقلي يمكن أن يظهر الطفل معها في مظهر المعاند السلبي.

* أسباب العناد العناد صفة مستحبة في مواقفها الطبيعية - حينما لا يكون مبالَغاً فيه - ومن شأنها تأكيد الثقة بالنفس لدى الأطفال، ومن أسبابها :
أوامر الكبار:
التي قد تكون في بعض الأحيان غير مناسبة للواقع، وقد تؤدي إلى عواقب سلبية؛ مما يدفع الطفل إلى العناد ردَّ فعل للقمع الأبوي الذي أرغمه على شيء, كأن تصر الأم على أن يرتدي الطفل معطفاً ثقيلاً يعرقل حركته في أثناء اللعب، وربما يسبب عدم فوزه في السباق مع أصدقائه، أو أن يكون لونه مخالفاً للون الزيِّ المدرسي، وهذا قد يسبب له التأنيب في المدرسة؛ ولذلك يرفض لبسه، والأهل لم يدركوا هذه الأبعاد.

التشبه بالكبار:
قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبهاً بأبيه أو أمه، عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئاً أو ينفذ أمراً ما، دون إقناعه بسبب أو جدوى هذا الأمر المطلوب منه تنفيذه.

رغبة الطفل في تأكيد ذاته:
إن الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي، وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالَغ فيه فإن ذلك يشير إلى مرحلة النمو, وهذه تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير, ومع الوقت سوف يتعلم أن العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب.
التدخل بصفة مستمرة من جانب الآباء وعدم المرونة في المعاملة:
فالطفل يرفض اللهجة الجافة، ويتقبل الرجاء، ويلجأ إلى العناد مع محاولات تقييد حركته، ومنعه من مزاولة ما يرغب دون محاولة إقناع له.

الاتكالية:
قد يظهر العناد ردَّ فعل من الطفل ضد الاعتماد الزائد على الأم، أو الاعتماد الزائد على المربية أو الخادمة.

الشعور بالعجز:
إن معاناة الطفل وشعوره بوطأة خبرات الطفولة, أو مواجهته لصدمات, أو إعاقات مزمنة تجعل العناد وسيلة لمواجهة الشعور بالعجز والقصور والمعاناة.

الدعم والاستجابة لسلوك العناد:
إن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته للعناد, تُعلِّمه سلوك العناد وتدعمه، ويصبح أحد الأساليب التي تمكِّنه من تحقيق أغراضه ورغباته.

كيف تتعاملين مع الطفل العنيد ؟ يقول علماء التربية:
كثيراً ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال؛ فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد، فالأم تعامل أطفالها بحب وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل، في حين أن الطفل يصر عليها، وهي أيضاً تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد وفي هذه الحالة يُفضَّل:
    1. البعد عن إرغام الطفل على الطاعة, واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف, فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه، ونستجيب لما يريد هذا الطفل، ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول.
    2. شغل الطفل بشيء آخر والتمويه عليه إذا كان صغيراً, ومناقشته والتفاهم معه إذا كان كبيراً.
    3. الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل من أنجح الأساليب عند ظهور موقف العناد ؛ حيث إن إرجاء الحوار إلى وقت لاحق يُشعر الطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه حق.
    4. العقاب عند وقوع العناد مباشرة، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات؛ لأن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر, فالعقاب بالحرمان أوعدم الخروج أوعدم ممارسة أشياء محببة قد تعطي ثماراً عند طفل ولا تجدي مع طفل آخر، ولكن لا تستخدمي أسلوب الضرب والشتائم؛ فإنها لن تجدي، ولكنها قد تشعره بالمهانة والانكسار.
    5. عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض؛ لأن ذلك يفتح أمامه الطريق لعدم الاستجابة والعناد.
    6. عدم وصفه بالعناد على مسمع منه, أو مقارنته بأطفال آخرين بقولنا: (إنهم ليسوا عنيدين مثلك).
    7. امدحي طفلك عندما يكون جيداً، وعندما يُظهر بادرة حسنة في أي تصرف, وكوني واقعية عند تحديد طلباتك.
وأخيراً لابد من إدراك أن معاملة الطفل العنيد ليست بالأمر السهل؛ فهي تتطلب الحكمة والصبر، وعدم اليأس أو الاستسلام للأمر الواقع.

كيف تضع قواعد للحياة التربوية مع أبنائك؟

كيف تضع قواعد للحياة التربوية مع أبنائك؟

عزيزي الأب ... عزيزتي الأم ... تحية عطرة أهديها لكما ...

لكل بيت نظام وقواعد تربوية، يتعامل على أساسها الجميع ويعيشون من خلالها وبها، ومنها يتبين ما يجب على كل فرد وما يستحق وماذا يحدث لو لم يتم المطلوب لسبب أو لآخر، والقياس هنا على المجتمع والمدرسة والعمل فكل هذه الاماكن له قواعد تسير بموجبها وتنتظم الحياة فيها من خلال هذه الانظمة والقواعد، ولو غابت هذه القواعد أو لم توجد اصلاً فان الحياة داخل هذا المكان ستكون صعبة للغاية، وهكذا البيت والاسرة هناك حاجة ماسة أن يكون لهما قواعد وانظمة ليست بالضرورة مكتوبة لكنها واضحة معروفة بل وقابلة للنقاش والحوار لتعديلها أو تطويرها.


والعادة أن تكون الانظمة والقواعد أو لِنَقُل الضوابط محدودة جداً الا في حال كون أحد الاطفال مراهقاً أو صغيراً صعب الطباع أو مضطرب السلوك وعند ذاك تكون الحاجة ماسة لوضع ضوابط أكثر تسمح للطفل بضبط نفسه وتساعده على المهارة الاجتماعية اللازمة ألا وهي احترام وكسب من حواليه.


والغالب أن طبيعة هذه الضوابط ترتبط بطبيعة الطفل والمراهق ومناطق ضعفهم وقوتهم.
وقبل أن تكون الضوابط أساسية علينا وضع سلسلة من الاجراءات التي تحمي ابناءنا وبناتنا من الخطأ.
ولهذا قد يكون هدفنا منعهم من فعل الخطأ بل نستبق ذلك بجعلهم يعيشون في طبيعة افضل وكذلك تعليمهم اختيار الاصدقاء.


ومن الاجراءات الضرورية مثلاً عندما تكون المدرسة إحدى الصعوبات تعويد الطفل علي أن حضور المدرسة أمر حتمي، عمل الواجب أمر ليس فيه تنازل، ويمكن الحاق هذا بالتقرير الاسبوعي الذي يطلع عيه الوالدان... هذا يكون بدلاً من أن نكتفي بالعقوبة وقت الخطأ ( أي الرسوب مثلاً ) بل تستمر كل هذه الاجراءات لتمنع الوصول الى النتيجة التي نخشاها، بل وتفيد هذه الضوابط في اعطاء اكبر فرصة للنجاح من خلال هذا الجو الجيد.


كما أن هذه الاجراءات توفر حماية لازمة للطفل والمراهق من الخطأ، كما أنها تعطيك القدرة على التنبه لأي صعوبة قبل استفحالها.


وأما الطفل الصعب فالأفضل أن يتعود أن يحاسب على الأشياء ولو بسيطة في وقتها بدلاً من أن نضطر لمواجهتها وقت استفحالها، فهذا ايضاً يساعد كثيراً في نجاح العملية التربوية.


تنفيذ الضوابط:-
عندما تكون الضوابط التربوية موجودة في المنزل فلابد أن تطبق وتنفذ، لا أن تكون حبراً على ورق أو أوامر تفقد مصداقيتها ولا تنفذ.
ولهذا يجب أن تكون الضوابط وفق الاربع نقاط التالية:-1- واضحة مفهومة.
2- أن تكون هناك متابعة لتطبيقها.
3- التطبيق الدائم لها.
4- أن تكون عواقب مخالفتها فعالة ومفيدة في دفع الاطفال والمراهقين لتطبيقها.


وعندما تفقد الضوابط أحد هذه المعطيات تفقد فاعليتها ويؤثر هذا على تطبيقها والانسجام معها.


1- ان تكون الضوابط واضحة ومفهومة:-
عندما لا تكون الضوابط مفهومة فانها تترك حيزاً كبيراً لسوء الفهم وربما التلاعب بها وبمعانيها، وتحدث صراعات كثيرة بين الاطفال انفسهم أو مع والديهم لهذا السبب.


وبعض المربين يعتقد أن الطفل أو المراهق يفهم الضابط مثل الكبير، مع العلم أن الفارق في الفهم قد يكون كبيراً جداً بالذات في القضايا اليومية، مثلاً تحديد موعد لا يمكن تحديده فيقول الاب للانباء:لابد أن تناموا باكراً وهو يقصد الثامن مساء أما هم فيفهمون أنها الحادية عشرة مساء مثلاً، أو أن يأمر الاب ابنه المراهق بالعودة للبيت بعد العشاء ولا يحدد وقتا فيكون هناك لبس شديد في هذا الأمر.


ولهذا يكون من الافضل التحديد كي يفهم ابناؤنا الامر واحيانا يحسن كتابة مثل هذه الضوابط ووضعها امام الطفل أو المراهق اذا كان من النوع الذي ينسى أو لا يركز كثيراً.


2- متابعة التطبيق:-


المتابعة من أهم الامور لتطبيق أي نظام أو ضابط ونقله الى أرض الواقع سواء في الانظمة الاجتماعية أو داخل المنزل.
وكيفية المتابعة ومدى شدتها يحددها الواقع وطبيعة الابناء، فالبعض يحتاج الى متابعة قوية ولصيقة وبعضهم لا يحتاج الكثير منها، لكن لابد أن يشعر الابناء بجديتك في تطبيق هذا النظام وانك ستتابع هذا الموضوع... هذا سيفيد في أمرين:-


الاول:- لن يتضايقوا حينما يكتشفون متابعتك لهذا الامر.


الثاني:- سيدفعهم هذا إلى تطبيق المطلوب واحترام هذا الضابط بشكل افضل.


وتكون المتابعة بعدة أشكال:-


- للدراسة يستخدم دفتر المتابعة مثلاً أو التقرير من المدرسة والغالب أن المدارس تفرح بأي طلب من هذا النوع وتتعاون مع الوالدين لتحقيقه.
- للامور المنزلية: بالتواصل بين الوالدين والمتابعة الشخصية والمرور على الاولاد في اوقات متفاوتة.
- في الحي والمسجد: بالمتابعة من قبل الاب أو الأخ الكبير.


3- التطبيق الدائم:-


أكثر ما يضر في هذا الموضوع هو الاستثناء الكثير وعدم الاتفاق بين الوالدين في هذا الاتجاه أو ذاك، فيضعف اتباع الابناء للضوابط والقواعد التي تصيغ جو الحياة الاسرية.. والنظام الذي لايطبق دائما يفشل المربي في فرضه على الاطفال.. وللعلم فالطبيعي أن الاطفال ينسون أو بعضهم يحاول كسر الضوابط ليختبر جدية الوالدين في هذا الامر.
4- ان تكون عواقب مخالفتها فعالة:-


لابد من وجود عواقب لمخالفة الضوابط، وهذه تتفاوت من طفل لآخر لكن لابد من محاولة توحيدها داخل الاسرة الواحدة وعدم وجود تفاوت الا ربما بحسب العمر وربما بعض الظروف الاخرى من مرض أو نحوه، كذلك ينبغي تحديدها بحسب رغبات الطفل وهواياته.. فبعض الاطفال يستجيب للحرمان من الخروج والبعض لايستجيب، والآخر يستجيب للخصام وآخر لايستجيب، ويتفاوت الاطفال تفاوتاً كبيراً في هذا الباب ولهذا لابد من مراعاة أن تكون العقوبة فعالة بالنسبة للطفل ذاته.
اذاً هناك ضوابط عدة:-


1- أن تكون للعقوبة معنى وأثر على الطفل.
2- ان تكون شدة العقوبة مناسبة لشدة الخطأ.
3- أن تقع العقوبة بشكل مباشر وسريع لأن الابحاث دلت على أنها تفقد جدواها اذا تم تأخيرها.
لكن يمكن أن تضاف لها عقوبات أخرى آجلة عند الحاجة، وهذه غالباً تكون علي شكل حرمان مستمر لمدة يوم أو يومين أو أكثر بحسب شدة المشكلة والخطأ وبحسب شخصية الطفل وطبيعة المنزل.


تحيتي ومودتي ... أيمن ... ؛

دور التربية النفسية الاجتماعية في التوازن النفسي للطفل ... ؛

دور التربية النفسية الاجتماعية في التوازن النفسي للطفل



تكثر النظريات حول تربية الأطفال والأولاد، وتتراوح كلها بين القسوة الصارمة أو القسرية، والتراخي أو التسامح المبالغ فيه، وتكثر بالتالي النصائح والإرشادات التي يسديها أصحاب هذه النظريات ومعتنقوها إلى الأهالي الذين همهم الأول هو أن يشبّ أولادهم، وأن يتلقوا أفضل تربية في أفضل ظروف، وبأفضل الطرق الممكنة.

بعض الناس يوزع «الوصفات التربوية» كما توزع وصفات الطبخ والخياطة والتطريز، ويغيب عن أذهان هؤلاء أن تربية الطفل لاتتم بناء على «وصفة تربوية جاهزة تصلح للتطبيق على جميع الأطفال مهما اختلفت مستوياتهم ومجتمعاتهم.


الطفل ضعيف وقوي في آن معاً؛ ضعيف لصغر سنه ولحاجته إلى رعاية أهله ومحبتهم له، ولكنه قوي بما يكمن فيه من طاقة حياة لاحدود لها. والطفل منذ ولادته كائن له شخصيته، وينبغي احترامه باعتباره شخصاً قائماً بذاته، منفصلا عن أهله وعن رغباتهم من حيث تعاملهم معه كمجرد فاه للإشباع، أو جسد للإكساء، أو لعبة للتسلية. ‏



محاذير الصرامة التقليدية والحرية المطلقة في التربية
‏ يغيب عن بال الذين يطبقون هذه النظرية أو تلك أو يروجون لها. أن الطفل ليس غرضاً يمتلك ولاحقل تجربة أو اختبار للنظريات التي يؤمنون بها، فالطفل ليس امتداداً للكبار، إذ إن له حياته المستقلة ولو رافقه الأهل في مساره مدة من الزمن. ‏

وإن كان للكبار حق على الطفل فهو «حق» رعايته وتقديم كل عون من شأنه مساعدته على النمو نمواً سليماً دون استلاب لشخصيته ولقدراته، فالطفل شخص مثلنا ومعاملته معاملة راشدة تقتضي توجيه إمكاناته في مسار نموها السليم.



نظرية إطلاق العنان لحرية الطفل كردة فعل على الصرامة والضغط اللذين كانا يميزان الطريقة التربوية القديمة القائمة على معاملة الطفل بقسوة وإجحاف. فلقد كان الأهل يرون في القسوة طريقة مثلى للتربية وشرطاً أولياً لتمكين الطفل من التحلي بأفضل الصفات، والسير به في طريق العلم والمعرفة، والنجاح باسم قيم ومثل عليا كالجدية والشرف والصدق والواجب والأخلاق العالية، بموجب هذه التربية كان الطفل يعامل بقسوة وكان الأهل لايترددون في استعمال كل وسائل القصاص والتأنيب والتوبيخ والتهديد وحتى الضرب العشوائي. ‏


نظريات تربوية حديثة متضاربة حول رعاية الطفل




جاء العصر الحالي بنظريات مناقضة لهذه الرؤية مستنداً بذلك إلى ماتقدمه العلوم الإنسانية الحديثة ­ ولاسيما علم النفس ­ من وسائل بحث ومعرفة وتجريب. ‏
بدأت المدارس والمؤسسات التربوية المختلفة تحاول، بوساطة النظرية والتطبيق، إيجاد أساليب تربوية مختلفة يكون من شأنها تأمين حاجات الطفل وحمايته، فعلت الأصوات مدافعة عن الطفل، وعرف الغرب أصنافاً من التربويين تنادي بالحرية المطلقة وبتطبيق أساليب تربوية تبتعد عن الصرامة وتنكر على الأهل حتى حق ممارسة النهي والردع والتوبيخ، كما كثرت «الوصفات» ، وأخذ الناس بممارسة التربية طبقاً لوصفة مسبقة تمليها عليهم الكتب والمجلات المتنوعة. وإزاء التزمت الذي كانت تتسم به التربية التقليدية أتت نظريات تقول بعدم التعرض لرغبات الطفل مهما كانت. وأخذ الأهل يطلقون عنان رغبات أبنائهم وصرنا نرى طفلاً صغيراً يتحكم بكل مايخصه ويخص أهله حتى سهراتهم وأصدقائهم، فإن رافقهم في زيارة إنصاع الأهل، وبالتالي المضيفون، إلى رغباته.


بعض الأهل الذين تلقوا تربية قاسية، راحوا يعوضون عن الحرمان الذي عانوا منه في طفولتهم بتقديم كل ماكانوا يحلمون به لأنفسهم إلى أطفالهم، مقنعين بذلك كل مااختزنوه من نقائض ومحققين بوساطة الأطفال رغبات لهم، ماضية أو حاضرة، بينما استمر أهل آخرون بمعاملة أطفالهم كما عوملوا هم في طفولتهم كأن تربية أولادهم مجرد تكرار لتربيتهم فراحوا يمارسون على أطفالهم مامارسه ذووهم عليهم، ويبقى الطفل في الحالتين مرآة تعكس رغبات الأهل وآمالهم وعقدهم ونواقصهم، وألعوبة لهواجسهم وهمومهم واهتماماتهم أي مجرد امتداد لشخصهم بطريقة أو بأخرى. ‏


ولاينتبه المهتمون بالتربية إلى كون هذين التصرفين المبالغ فيهما لايتناقضان فعلاً، فكلاهما ذو أثر مضر على الطفل ولايوفر له الحماية من القلق والخوف بسبب ماقد يلاقيه من حرمان وظلم في اعتماد التربية الصارمة، ومايتعرض له من استلاب لشخصه ولرغباته الفعلية تحت ستار إطلاق حريته في حال اعتماد التربية المتساهلة.


الحرية المطلقة ليست إلا غياباً للأهل، ومنحها للطفل يوهمه بأن الواقع الخارجي رهن إرادته ورغباته، وهي رغبات مضخمة لاحدود لاستمرارها في التضخم سوى مايرسمه الأهل بأوامرهم ونواهيهم. ‏


فالطفل يحتاج إلى روادع تحميه من الحرية اللامتناهية التي تولد لديه إحساساً بالوحدة أمام الخارجي وبضعف والديه وعدم قدرتهما على حمايته من لا محدودية هواجسه الداخلية ومن العوامل الخارجية، فليست كلمة «لا» «لا الناهية» مجرد كلمة سلبية، هي أيضاً حد يرسمه الأهل أمام ماينتاب الطفل من رغبات جارفة وأمام ماقد يلاقيه من أخطار خارجية. ‏ وافتقار الطفل إلى تحقيق رغباته، كل رغباته، لايعني أنه سيقاسي من نقص وحرمان سلبيين فالطفل يميز بين مايمنع عنه ظلماً وبين ماينهى عنه لأسباب أخرى لها علاقة وثيقة بسلامته أو بظروف أهله الموضوعية، وللأهل أن يميزوا بين الحاجات والرغبات عند طفلهم فعليهم تأمين الحاجات لأنهم مسؤولون عن تأمين عيشه وعن حمايته، ولهم أن يساعدوه على وعي رغباته وعلى التمييز بينها أي بين مايمكن تحقيقه وما يتعارض مع الواقع.


لقد أظهرت المحللة النفسانية الشهيرة «فرانسوا دولتو» أهمية أن يفهم الطفل حريته كدافع على التقدم وتحقيق الاستقلال الذاتي. وأن على الطفل أن يفهم الآخر بالقدر الذي لاتتنافى فيه حريته مع حرية الآخر، صغاراً كانوا أم كباراً، وأنه كذلك فرد مسؤول له رأيه وعليه أن يحترم رأي الآخرين، له أغراضه وأشياؤه يتصرف بها كما يريد، وللكبار أغراضهم وأشياؤهم التي لاحق له فيها، هذه الحدود التي ترسمها له كلمة راشدة وموجهة، تحميه من فقدان التوازن الفعلي والضروري للتوفيق بين رغباته وبين محدودية الواقع.


فالعطف أو التسامح أو العطاء الذي يتوجه به الأهل إلى أطفالهم حاجة ضرورية وأساسية، ولكن غياب أي ردة فعل رادعة عندهم قد يدفع الطفل إلى الاعتقاد اعتقاداً راسخاً بأن تحقيق رغباته، كل رغباته شيء مبرر بمجرد أن يشعر بها، فيعتاد على تنفيذ رغباته بوساطة الأهل فور تعبيره عنها والأشياء التي يرغب فيها تفقد قيمتها بنظره، فما أن يحصل على لعبة مثلاً حتى يرميها جانباً محاولا الانتقال إلى رغبة جديدة يساوم عليها من خلال ممارسة لعبة أخرى، أليس هذا نوع من الابتزاز العاطفي؟ إضافة إلى الخضوع إلى رغبة الطفل بشكل أعمى وسريع ينطلق من اعتباره أنه غير جدير بالاحترام أي غير قادر على التصرف بشكل مسؤول، والإحساس بالمسؤولية يبدأ منذ الصغر. ‏



ماهو وضع الطفل بالتحديد؟ ‏
الطفل حساس تجاه الكلام الذي يوجه إليه وحساس أيضاً إزاء طريقة معاملة الكبار له، فإن خوطب كما يخاطب الشخص الراشد، أي باتزان، رد بالمثل، وإن عومل معاملة الشخص الذي لا يعي شيئا، تحول إلى طفل مغناج دائم يفقد أي رغبة بالقيام بجهد لتخطي رغباته ونزواته.

‏ فاحترام الطفل هو احترام رغبته في اللعب وحاجته إليه وليس القبول برغبته في امتلاك كل الألعاب التي يراها أو التي تقع يده عليها، فإن حاز على كل الألعاب التي يطالب بها خسرت هذه الدمى قيمتها، وتحولت عملية المطالبة بلعبة جديدة إلى لعبة بحد ذاتها... إنها لعبة ابتزازية يتقنها الطفل اتقانا تاما ولكن خطورتها تكمن في كونها تحوله إلى طاغية صغير مستبد وإلى كتلة من الأنانية الجوفاء. ‏

ان يعتاد الطفل على رؤية الكبار يتسارعون إلى تلبية رغباته، تنمو لديه انانية تشكل خطرا على شخصيته ومحيطه الآني والمستقبلي، وهذا يمنعه من تعلم لذة مشاركة الآخرين بالمسؤولية،و كما يحرمه من لذة الاستمتاع ببساطة الأشياء والقدرة على خلق لعبة ترضيه وتغني خياله وتفتق طاقاته الابداعية. ‏


فقد يتفاقم هذا الوضع إلى حد فقدان القدرة على الاحساس برغبة ما.. من هنا تأتي اهمية ان يستحق الولد ما يطالب به، ان الاستحقاق هو بذل الجهد اللازم للتوصل إلى ارضاء الرغبات، فمن لا يتاح له الاحساس بالعطش لا يتعرف على لذة الشرب، ومن لا يبذل جهدا للتوصل إلى قمة الجبل لا يعطي جمال المناظر المحيطة به حق قدرها.


لولا افتقار الطفل إلى حضور امه كلما ابتعدت عنه، لما احتاج إلى نطق كلمة (ماما) يناديها بها، إنه يسترجعها بوساطة هذا الرمز اللغوي الذي يعوض عن خسارته لالتحامه بأمه. ‏ وهنا لا بد لنا لا بد من الحديث عن حالة الكآبة والحزن التي يلاحظها علماء النفس والمربون عند الطفل قبيل نطقه بكلماته الأولى، ويفسر الاختصاصيون كـ (إيديت جاكسون) و (ميلاني كلاين) وغيرهما ظاهرة تعلم الكلام كنتيجة لاجتهاد الطفل في تخطيه حالة القلق التي يخلقها غياب امه عنه. اما الأهل فيستشعرون هذه الحقيقة ولو بشكل غير واع ويبرز ذلك من خلال لعبة يمارسونها مع اطفالهم، وذلك منذ الأشهر الأولى بعد ولادته وهي لعبة رائجة في كثير من البلدان شرقية كانت أم غربية وتقوم على مبدأ الاختفاء عن ناظري الولد ولو للحظة ثم الظهور مجددا أمامه.. إن الأولاد كافة يتجهون لهذه اللعبة، فهي تمكنهم من فهم االختفاء والظهور من جديد بشكل العوبة لا تقلقهم، ويكون سرور الطفل لظهور وجه امه او وجه من يلاعبه مساويا لاستغرابه وقلقه من جراء غيابه عنه، فالنقص يولد الرغبة ويولد الفرح الحقيقي في تحقيقها. ‏


ويروي «فرويد»، أبو التحليل النفسي، كيف ان حفيده البالغ من العمر ستة أشهر ونصف، كانت له لعبة مفضلة، وهي عبارة عن بكرة خشبية يتدلى منها طرف خيط، فكان الطفل يرمي البكرة بعيدا عن سريره وهو مازال ممسكا بطرف الخيط صارخا ما معناه «بح» (أي غابت)، ثم يشد الخيط اليه فتظهر البكرة من جديد فيبهج له ويصرخ «هاهي». ‏


كل رغبة لاتُلبى فور مطالبة الطفل بتحقيقها، تصبح حافزا له على الخلق والإبداع ابتداء من اللعب وانتهاء بالابداع الفني والعلمي، دون ان يعني ذلك حرمان الطفل من تحقيق رغباته. فواجبنا هو تأمين احتياجاته كلها وحثه على العمل قدما وبذل المجهود الكافي لتحقيق رغباته بنفسه فيكون له أن يتعرف على رغباته الحقيقية وعلى استحقاق الفوز بها فلا نلصق به رغباتنا ولانحققها من خلاله. ‏
من هذا المنطلق نفهم قول المحللة النفسانية «فرانسوا دولتو»: «يجب ان نميز بين رغبات الاهل ورغبات الطفل من جهة، وبين حاجاته هو من جهة اخرى، فالولد يرفض طعاما تقدمه له أمه يعبر بذلك عن عدم حاجته الى الاكل. ‏


والأم التي ترغم ولدها على الاكل حين لايكون جائعا انما تحاول ارضاء رغباتها هي. وقد يكون رفض الاطفال للأكل في بعض الاحيان نتيجة لإحساسهم برغبة الأم الشديدة الى مناولتهم الطعام، لو كان الاكل حاجة أساسية لديهم. ‏


وحين تساعد الأم ولدها على العيش في ثياب نظيفة ومحيط نظيف فهي تلبي حاجته الصحية الى النظافة. أما حين تمنعه عن اللعب أو عن الإتيان بأية حركة خوفا من اتساخ ثيابه فهي تلبي رغبتها بامتلاك ولد ألعوبة وتنسى انه كائن حي، وان الحركة واللعب بحرية من الحاجات الاساسية لديه». ‏
وتعود «دولتو» الى التمييز بين الرغبة والحاجة لدى الطفل فتقول بضرورة تحقيق حاجات الولد وبضرورة عدم تحقيق رغباته فور تعبيره عنها. ‏ «تختلف الرغبات عن الحاجات لكونها تستطيع ان تقال وان تحقق بطريقة رمزية وخيالية، بينما تكون الحاجات ضرورية للاستمرار في العيش وهي متعددة كالنظافة والدفء والاكل والشرب». ‏ وهي تنصح الاهل بعدم ارضاء رغبة اولادهم بل حثهم على التعبير والكلام عنها وعلى محاولة تحقيقها بانفسهم وتعطي امثلة كثيرة على ذلك: «انظروا الى ولد يرغب في ألعوبة لايمتلكها، طائرة صغيرة مثلا ترونه يخترع اي شيء. فأي غرض أو أي طرف من غرض موجود أمامه يتحول الى طائرته التي يرغب فيها. أما اذا حققت رغبته بشراء الطائرة فورا فذلك يحول دونه ودون خلق أي شيء، إذ يبدأ بكسر ألعوبته وبالمطالبة بطائرة اخرى لانه لم يعد قادرا على خلقها بنفسه. ‏


فالابداع والخلق اشكال تتخذها الرغبة لتحقيقها وتخطيها لذاتها في آن معا، أي في تطور الرغبة في الرغبة والترميز والابداع والخلق وغيرها». ‏
غير ان «دولتو» لا تقول بعدم تحقيق أية رغبة عند الطفل بل بضرورة الكلام مع الطفل عن هذه الرغبة وذلك بالدخول في تواصل معه حول رغبته وتحويل العالم أمامه الى عالم غني باللغة، عالم من الرموز والكلام والمفردات ومن الوعود باللذة. ‏


فالحديث مع الطفل عن رغبته في الحصول على قطعة حلوى أو على حبة «ملبس» يدعه ينفصل عن الرغبة بشكلها الآني، ويدخله في تواصل ممتع مع من يحيط به حول هذه الرغبة فيحلم بالحصول عليها لاحقا. ‏
أما اذا تحققت فورا فإنها تصبح مجرد حاجة جسدية لإرضاء جهازه الهضمي وتدفعه الى الانعزال شيئا فشيئا عن أهله فيصبحون مجرد وسيط أو وسيلة لتحقيق رغباته.. ‏


في نهاية التحليل وكي تستقيم الامور في مواجهة تخبطات الاساليب التربوية المسبقة الصنع لامناص من تجنيد مجموعة من الباحثين والمفكرين وفي مختلف اختصاصات العلوم الانسانية حتى يتأتى التشخيص شاملا للمشكلات والتعقيدات التي يعاني منها اطفالنا وشبابنا اليوم. أقول ذلك لأن هلا أمل مأمون في بناء استراتيجية تربوية نفسية اجتماعية مثمرة تعيد توظيف الطاقات المبعثرة لأجيالنا القادمة بما يخدم نهوض مجتمعنا العربي اذا لم تتم الاستعانة الجادة بالدراسات الفكرية والكشوفات العلمية المنبثقة عن واقعنا ومقتضياته الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية. ‏


بذلك نتمكن من تمهيد البيئة الآمنة للمربين والمرشدين النفسانيين والاجتماعيين للاطلاع بمهامهم وإقرار دورهم كمرشدين حقيقيين رسميين في مراكز الرعاية النفسية والاجتماعية وفي الروضات وفي المدارس والمعاهد والجامعات والجمعيات وغيرها من المؤسسات لتزويد المعلمين والمعلمات والاهالي بالاساليب التربوية الناجعة. هذه الاجراءات هي الكفيلة بتفعيل طاقات الاجيال الحاضرة والمستقبلية وتوجيهها نحو البناء والصحة النفسية الاجتماعية المنتجة. ‏


تحيتي ومودتي ... أيمن ... ؛