التواصـــل لدى الأطفال ضعاف السمـــع
Communicate with hearing-impaired children
التواصل لدى الأطفال ضعاف السمع:
إن النمو الانفعالي والاجتماعي واللغة والتكنولوجيا مهمة لنمو الطفل ضعيف السمع، فإن هناك عامل آخر هام وهو تقبل الأسرة له وإدماجه في انشطتها المختلفة، بعض الأسر وأعضائها تتكيف، وبسرعة مع متطلبات وجود طفل ضعيف السمع وهذا يعتمد على مقدار الخدمات والدعم المقدم له ولدى بعض الأسر خبرات من الضغط النفسي والمرتبط أكثر بالقدرة على التواصل مع الطفل Andrews, Leigh & Weiner, 2004; Scheetz, 2004; Smith, 2004 فالأطفال ضعاف السمع يعيشون في بيئة لا يستطيعون فيها السمع ولا الكلام بلغة مشتركة مع آبائهم ولديهم فرص قليلة في مناقشة ومشاركة خبراتهم مع الكبار في حياتهم ولا سيما الأسرة وأعضائها. Deitz, 1981
ولأن فهم التواصل يعتمد على اللغة المستخدمة فإن التواصل يفتح لنا مجال واسع أمام التعبير عن آرائنا وأنفسنا والتفاعل مع الآخرين، وتبرز أهمية ذلك في التفاعلات الأسرية والقدرة على إقامة بيئة أسرية صحية للأطفال ضعاف السمع، وبغض النظر عن العرق والثقافة وبنية الأسرة والحالة الاقتصادية والجتماعية، فإن كل الأطفال يحتاجون إلى الشعور بأنهم جزء من وحده الأسره وهذا بالتالي يعتمد على نظام اللغة المستخدم، فالأطفال السامعين محظوظون بانتماءهم إلى بيئة سامعه يستطيعون فيها التفاعل باستخدام اللغة المنطوقه أو المحكيه ( spoken language ) والتعبير عن أنفسهم وتكوين هويتهم وامتلاكهم مهارات حركية ومعرفية وسمعيه وتمكينهم من التفاعلات الاجتماعية المختلفة.
وانطلاقا من ذلك فإن الإصابة بضعف السمع يؤثر على الدخول في وحده الأسره وعلى نظام التواصل المستخدم كما ويؤثر على إقامة العلاقات الأسرية والتفاعلات مع الطفل ضعيف السمع ووالديه وأخوته، إن إصابة أحد أفراد الأسره بضعف السمع يحدث صدمه لدى الأباء ويجدون أنفسهم بأنهم مجبرون على تحديد طرق التواصل التي عليهم استخدامها مع طفلهم ضعيف السمع، وتستعيد الأسره حالة اتزانها بتعلم أسلوب التواصل المشترك الذي يمكنهم ويسهل عليهم إقامة أشكال التفاعلات الأسرية المختلفة مع الطفل ضعيف السمع بعد ذلك نجد الأسره تركز على الطريقة الأفضل التي تحقق حاجاتها وحاجات طفلها. Scheetz, 2004
ومن هنا فأنه نستطيع القول بأن الإعاقة السمعية هي إعاقة تواصلية وأن امتلاك نظام التواصل هو بمثابة سلوك محوري أو مركزي pivotal behavior يؤثر على مظاهر النمو المختلفة للطفل ضعيف السمع فالنجاح في إقامة نظام تواصل مشترك مع الطفل ضعيف السمع في الأسرة وخارجها يسهل من نموه والفشل في إقامة هذا النظام يؤدي إلى إعاقة تطور ونمو الطفل بشكل طبيعي، أن مساعدة الطفل ضعيف السمع في الاشتراك في المحادثات وإقامة علاقات معه وإكسابه الإحساس بالانتماء لأسرته يشعره بالأمن والطمأنينة، وعلى النقيض من ذلك فأن الفشل في إقامة ذلك يقود الطفل إلى الشعور بالعزله وعدم الطمأنينة.
وتحتاج تربية ضعاف السمع وتعليمهم وتأهيلهم الاجتماعي إلى تدريبهم على طرق الاتصال تتلاءم ودرجات إعاقتهم، بغرض تمكينهم من التعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم واحتياجاتهم، والتفاعل مع بعضهم البعض ومع الآخرين، والاندماج في الحياة الاجتماعية.
ويشير عبد المطلب القريطي ( 2001 : 164 ) إلى أن طرق التواصل مع الصم وضعاف السمع بتباين الفلسفات التي تبنى عليها هذه الطرق، كما يعتمد استخدامها على الفقدان السمعي، ومن ثم الحاسة التي يتم استخدامها بدرجة أكبر في تعلم المهارات التواصلية.
وتشير العديد من الكتابات مثل (Hallahan & Kauffman2000: 282 - 284) ، أحمد حسين اللقاني وأمير القرشي ( 1999: 51-76 )، جمال الخطيب (1998 : 123 -140 )، عبد المطلب القريطي 1996م، (1993: 394 – 398 Cole & Cole )، إلى تلك الطرق ومن هذه الطرق ما يقوم على استغلال ما تبقي لدى المعاق سمعياً وضعيف السمع من بقايا سمعية، يمكن استغلالها واستثمارها في تحسين مقدرته اللغوية والكلامية وتعرف هذه الطريقة بطريقة التدريب السمعي. ومنها ما يبني على توظيف حاسة اللمس لدى المعاقين سمعياً في الإحساس بالذبذبات الصادرة عن الأصوات المختلفة لتعليمهم إصدار الأصوات أو النطق، وتعرف هذه الطريقة بطريقة اللفظ المنغم، ومن الطرق أيضاً ما يقوم على استخدام حاسة البصر في عمليات الاستقبال لما هو قائم في العالم الخارجي من أوضاع وإيماءات، وحركات وتعبيرات شكلية بصرية يمكن تدريب الأصم على ترجمتها إلى معان وأفكار معينة، مثلما هو متبع في طريقة قراءة الشفاه، وطريقة التواصل اليدوي وهي ذات شقين هما: لغة الأبجدية اليدوية أو أبجدية الأصابع، ولغة الإشارات الوصفية، ومن الطرق المستخدمة في تعليم الصم أيضاً، ما يقوم على المزج والتكامل بين جميع الطرق السابقة، والعمل على توظيف كل الإمكانات والحواس لدى الطفل المعاق سمعياً في التدريب الكلامي وتعلم اللغة، على أساس أنه كلما زاد عدد الحواس التي يتم استغلالها في عملية التعليم، وتعدد المدركات الحواس التي يبني عليها التعلم، وعوامل الربط بينها، أمكن استيعاب الصوت وإدراكه وإنتاجه بشكل أفضل، وساعد على تثبيت ما يتعلمه الطفل، وتعرف هذه الطريقة المركبة بالتواصل الكلي.
تجدر الإشارة إلى أن استفادة الطفل ضعيف السمع من الطرق السابقة في بناء أساس لغوي، أو في تنمية مهاراته التواصلية، ويتوقف ذلك إلى حد كبير على كل من الاكتشاف والتشخيص والتدخل العلاجي والتعليمي المبكرين أثناء السنوات التكوينية الأولى من عمره، حيث يزيد هذا الاكتشاف والتدخل المبكر من فرص تكيف الطفل مع نفسه والآخرين،أو دافعيته لاكتساب وإتقان المزيد من العادات والمهارات التي تساعد إما على إنتاج الكلام، أو على تنمية طرق تواصلية بديلة عن الكلام، يمكنه من خلالها التعبير عن أحاسيسه ومشاعره وأفكاره، كما أنه من المهم مراعاة الطريقة التعليمية الأكثر ملاءمة لظروف الطفل ودرجة إعاقته، وبحسب مدى استجابته لهذه الطريقة.
إن وجود الطفل الأصم وضعيف السمع في البرامج الإرشادية التدريبية يفرض عليه ضرورة التعامل مع البيئة السمعية وضرورة تطوير المهارات التعويضية لتسهيل عملية التواصل مع رفاقهم من حولهم، أضف إلى ذلك أن الأطفال ضعاف السمع يواجهون مشكلات في هذه البيئة من أبرزها وأهمها هو أنهم يبذلون مجهوداً عالياً أكثر من زملائهم في اكتساب المعلومات والمعرفة ويمرون في سلسلة من العمليات لبناء معنى من المعلومات المتقطعه التي يحصلون عليها، وبدلاً من التركيز على محتوى فهم يقضون وقتهم في تطوير معاني للإشارات المستخدمة من قبل الأم وعندما يطلب الطفل إعادة بعض المعلومات أو ما قيل له فقد يواجه الإحباط والخجل بسبب ربما إدراكه من قبل زملاءه بأنه أقل ذكاء أو لديه مشكلة انفعالية ويعتبر التواصل ضمن بيئة الطفل مشكلة بالنسبة للأم والطفل، فيكون من الصعب على الأم معرفة المعلومات غير المكتملة لدى الطفل أو يكون أحياناً من الصعب على الطفل إظهار ذلك.
وعلى العكس من ذلك، فعندما تكون طريقة التواصل مشتركه بين الأم والطفل يكون سهلاً معرفة الجانب المتقن من غيره، كما يفتح ذلك المجال لتعزيز الطفل والثناء عليه وعلى جهوده وبالتالي تطوير مفهوم وتقدير ذات مرتفع.
لقد بدا واضحاً من المناقشة السابقة أن درجة الإعاقة السمعية تؤثر على اكتساب معلومات البيئة المحيطة وهذا يقودنا إلى ضرورة تزويد الأطفال ضعاف السمع بالتكنولوجيا السمعية المناسبة التي تجعل المعلومات التعليمية والسلوكية متوفرة في إطار مرجعي مفيد لهم.
شكراً لكل من يمر من هنا
تحيتي ومودتي أيمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق