دور الأسرة في دعم ورعاية أبنائها من ذوي صعوبات التعلم
مقدمــة:
يحتاج الأطفال ذوي صعوبات التعلم كغيرهم من بقية الأطفال إلى أقصى حد ممكن من الدعم الإيجابي لجهودهم الطيبة، ومستوى التقدم الذي يمكن أن يصلوا إليه في برامج التدريس والتدخل العلاجي، إنهم: بحاجة إلى من يدعم سلوكهم الإيجابي في الأفعال التي يؤدونها، بحاجة إلى كلمات الثناء والتعزيز كلما أحرزوا نجاحاً، إلا أن العديد من الآباء والأمهات لا يمكنهم تخليص وإنقاذ ذات الطفل الذي تراكمت عليه خبرات الفشل في المدرسة، وفي الحي، وبين أقرانه، يستلزم الأمر في الغالب إلى توفير مدرس خاص، أو فصل خاص لتوفير العلاج اللازم لبث الشعور بالكفاءة لدى الطفل ليثبت أمام الآخرين أنه قادر على القيام بشيء ما من أجل مصلحته، وبأنه يمتلك إمكانات وقدرات عديدة يمكن استغلالها والاستفادة منها.
إن كثيراً من الآباء والأمهات حتى يومنا هذا، لا زالوا لا يعرفون شيئاً عن صعوبات التعلم، أو لا يعرفون الشيء الكثير عن هذا المجال، ذلك لانعدام أو لقلة التواصل بين البيت والمدرسة، وقلة الندوات والدورات والبرامج الإرشادية لأسر الأطفال ذوي صعوبة التعلم، وربما في كثير من الأحيان إلى غياب الوعي الإعلامي، الذي يبصر أولياء الأمور بمشاكل أبنائهم وخصالهم التي يتميزون بها، والأعراض التي تبدو عليهم، وكيف يكتشفون طفلهم منذ البداية وقي مرحلة مبكرة من حياته، وما هي أنسب أساليب الدعم والرعاية التي من الممكن تقديمها للطفل حتى يمكن أن تخفف من حدة صعوبات التعلم لدية قدر الإمكان.
إن الآباء والأمهات بحاجة إلى من يساعدهم في التمسك بمشاعر التفاؤل فيما يتعلق بجوانب القوة لدى الطفل صاحب الصعوبة في التعلم، وتدعيم أي عمل يفضل القيام به واستغلال طاقاته وحماسه واندفاعه لما فيه مصلحته، حتى وإن كان الشيء الوحيد الذي يحبه الطفل هو مشاهدة التلفزيون، ويجب على الطفل أن يدرك أن قدراته وإمكاناته أكثر أهمية لدى والديه عن فشله وإخفاقه.
إن أولياء أمور الأطفال ذوي صعوبات التعلم بحاجة إلى المعلومات، كما هم بحاجة إلى الطمأنينة والثقة بالنفس حول صعوبات التعلم، فعندما يدرك الوالدان بأن طفلهما لديه صعوبة في التعلم فإن الخيارات المتوفرة لديهما هي نفس المتوفرة لدى الطفل: إما أن يشفقا على أنفسهما أو القيام بأفضل ما يمكن عمله لاستغلال قدرات إبنهما والعمل بجد في سبيل ذلك.
إن الطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم يمكن أن يكون ذا تأثير قوي على العلاقة الزوجية بين الوالدين، وكذلك على العلاقات الأخرى لجميع أفراد العائلة، إن المكالمة التليفونية التالية من إحدى أمهات الأطفال توضح لنا مدى الألم الذي يمكن أن تعانيه الأسرة، إن المختصين في هذا المجال بحاجة إلى استشعار كافٍ لهذه الآلام لتجنب مضاعفاتها، من الضروري أن نبحث عن وسائل للتخفيف من وطأة هذا العبء وهذا العناء الثقيل وتوفير الدعم الفعال للآباء والأمهات.
الأخ الدكتور/ أحمد عوّاد ... ؛
لا أستطيع أن أصف لك مدى لهفتي للحديث معك عن ابنتي ..... ، أتذكر أنك رأيتها من قبل منذ أكثر من عام أثناء زيارتكم لدولة ..... ، وقمت سيادتكم بتطبيق بعض الاختبارات عليها ورسم برنامج تدريس علاجي لها يتم تنفيذه من خلال معلمة الصف وفي المنزل، ولكن الوقت لم يمهلنا لاستكمال البرنامج بسبب إجازة الصيف وسفر معلمتها لقضاء إجازة الصيف.
إنها الآن في الصف السادس الابتدائي ولا أدري ماذا أفعل معها، فهي تنسى كل ما تتعلمه، ولا تتذكر شيئاً مما يقال لها سواء في البيت أو المدرسة، كما أنها دائما تحصل على درجات منخفضة في اختبارات التحصيل المدرسية، لقد بذلت معها كل الجهد وأيضاً معلمتها ولكنها لا تتحسن، ولا توجد بمدرستها معلمة تربية خاصة لصعوبات التعلم، أو برنامج تعليمي لمثل هذه الحالات، قولي بالله عليك ما الذي يمكن أن أفعله بالنسبة لها، أرجوك ساعدني، أشعر أنني يائسة لعدم قدرتي على مساعدتها والدفع بها إلى الأمام، إن كل ما يزيد آلامي أن بقية أبنائي من المتفوقين دراسياً، ويحصلون على درجات مرتفعة في التحصيل، والبعض منهم يدرس حالياً في لإحدى الكليات المرموقة، إلا هذه الابنة تختلف عن بقية أخواتها تماماً، إنني لدى الرغبة والاستعداد الكامل في أن أبذل كل ما في وسعي لمساعدتها على تخطى المشكلات التي تعاني منها.
أرجوك لا تتضايق من معاودة الاتصال بك لأعرف ماذا ستفعل حيال ابنتي، آسفة للإطالة في الحديث معك، فلا سبيل أمامي إلا أنت، سأتصل بك قريباً لتحدثني عن الموعد الملائم لمقابلتكم، وتحديد الإجراءات التي اتباعها مع الطفلة في المرحلة القادمة.
إن والدة الطفلة ( ..... ) تشعر بـ: الاستنزاف، باللوم، باليأس، بالارتباك، بالاضطراب، بالقلق، بعدم الأمان، بالضغط النفسي، بالخوف على مستقبل ابنتها.
في اعتقادي أن معظم أباء وأمهات الأطفال ذوي صعوبات التعلم تقريباً يشعرون مثلما تشعر به هذه الأم، يشعرون بالألم إذا عانى أطفالهم من بعض المشكلات التي من الممكن أن تقف عقبة في سبيل تقدمهم وارتفاع مستوى تحصيلهم الدراسي، يعانى هؤلاء الأباء من ضغوط مختلفة ( نفسية واجتماعية واقتصادية .... الخ )، ويتولد لديهم الشعور بعدم الرضا، إذا ما كانوا غير قادرين على مساعدة أبنائهم.
لنتخذ خطوات إيجابية نحو مساعدة أطفالنا:
عندما ندرك أن الطفل ظهرت عليه علامات الحيرة والقلق، ويحصل على درجة منخفضة في الاختبارات المدرسية، يهمل واجباته، كثير الحركة بدون هدف، أو كسول بدرجة تضايق الآخرين منه، أو تكثر شكوى المعلمين منه لأنه لا يستجيب للتعليمات، لا ينتبه للشرح، لا يؤدي واجباته المنزلية والمدرسية، كثير الأخطاء، يتلعثم في القراءة، يخاف من الامتحانات والأسئلة، يخطئ في حل المسائل الرياضية، لا يفهم مضمون ما يشرحه المعلم في الفصل، أدواته غير مرتبه، مهمل في نفسه، ضعيف الثقة في نفسه غير قادر على حل المشاكل الملائمة لعمره الزمني إذا ما قورن بالآخرين في نفس العمر والصف الدراسي، إنه طفل ذكي وليس غبيا، ولكنه في كثير من الأحيان يستغل ذكاءه وقدراته في أمور أخرى غير المذاكرة ... الخ، وإلى غير ذلك من الخصال التي يتميز بها الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
إن الواجب على الآباء والأمهات عندما يكتشفون أن ابنهما يعانى بعضاً من أو كل الخصال السابقة، أن يتوجهوا إلى المدرسة والالتقاء بمعلم أو معلمة الصف والأخصائي النفس والأخصائي الاجتماعي وكذا معلم التربية الخاصة أو معلم غرفة المصادر إن كان ذلك متاحاً بالمدرسة، ومطالبتهم بتطبيق بعض الاختبارات النفسية والتشخيصية على الطفل لمعرفة أوجه القصور لديه في المهارات والإمكانات، ونقاط القوة والضعف عنده.
وفيما يلي بعضاً من الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الآباء والأمهات على الأخصائي النفسي، والمعلم، وأخصائي التربية الخاصة، سواء كان ذلك في المدرسة، أو في أقرب مركز تشخيص يوفر الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومن بينهم حالات صعوبات التعلم:
ما هي جوانب الضعف في طفلي؟
ما هي جوانب القوة في طفلي؟
هل يوجد تفاوت أو تباين بين جوانب القوة والضعف لدى الطفل؟
هل هناك مزيداً من الاختبارات يمكن تطبيقها للحصول على معلومات أكثر عن مستوى وقدرات الطفل؟
هل يتطلب الأمر عرض الطفل على أخصائي أعصاب؟
هل الإجراءات التربوية وحدها كافية للتغلب على مشكلات الطفل؟
هل يحتاج ابني إلى فصل خاص أو مدرسة خاصة؟
هل يحتاج ابني إلى مدرس خصوصي؟
هل يحتاج ابني إلى العلاج بالأدوية؟
هل هو بحاجة إلى الإحالة إلى أخصائي لعلاج عيوب النطق والكلام؟
ما الذي يمكن أن تقدمه المدرسة لنا؟
كيف لنا أن نعرف أن ابننا يتقدم في البرنامج العلاجي المقترح أو المطبق طرفكم؟
هل توجد فرصة لنشارككم في إعداد وتنفيذ برنامج العلاج المعد للطفل؟
ماذا يمكن لنا ـ كأب وأم وأخوة ـ أن نفعله لنساعدكم على أداء رسالتكم؟
هل توجد لديكم إرشادات لنا عن كيفية مساعدة ومعاملة الطفل؟
أيضاً بإمكان الآباء والأمهات اكتشاف ما إذا كان معلم الفصل أو معلم التربية الخاصة، أو المعالج الذي يهتم برعاية الطفل وتقديم برنامج التدخل العلاجي له، مدركا للمشاكل الخاصة بالأطفال ذوي صعوبات التعلم أم لا ـ وذلك من خلال طرح مجموعة من التساؤلات:
ما الذي سوف تفعله لتقرر ما إذا كان الطفل يعاني من صعوبات في التعلم أم لا؟
ما طبيعة الأدوات التي سوف تستخدمها لتحديد مواطن القوة والضعف عند الطفل؟
كيف تتعامل مع الأطفال الذين يعانون من مشكلات في التعبير الشفهي؟
كيف تتعامل مع الأطفال الذين يعانون من عدم القدرة على تركيز الانتباه؟
كيف تتعامل مع الأطفال الذين لا يستطيعون القراءة؟
كيف تتعامل مع الأطفال الذي لديهم صعوبات في الكتابة، أو الذين يعانون من صعوبات في الإملاء؟
هل لديكم برامج لتدريس الأطفال ذوي صعوبات التعلم في الحساب؟
ما هي خطتكم لعلاج طفلي؟
هل من الممكن أن توضح لي أهداف برنامج التدريس العلاجي الذي سوف تقدمونه للطفل؟
كيف يمكنكم التغلب على بعض المشكلات النفسية التي تواجه الطفل؟
هل بإمكانك أن توضح لي طبيعة ونوع الصعوبات التي يعاني منها الطفل؟
هل سيتم تقديم برنامج التدريس العلاجي لطفلي بصورة فردية، أم مع مجموعة من الأطفال؟
هل سيتم تقديم البرنامج في فصول خاصة، أم داخل الفصل الدراسي العادي؟
العديد من الأسئلة التي يمكن أن يطرحها أباء وأمهات الأطفال ذوي صعوبات التعلم على أنفسهم، وعلى طفلهم، وعلى القائمين على عملية تشخيص وعلاج صعوبات التعلم لدى الطفل.
إن الهدف الأساسي من ذلك التساؤلات زيادة الوعي بمشكلات الطفل، والوصول إلى معرفة قدراته وإمكاناته، وأقصى حد من الممكن أن يصل إليه الطفل في مستواه الدراسي، والدور الذي يمكن أن تلعبه الأسرة في برنامج التدريس العلاجي، بما يعود بالفائدة على الطفل، وييسر من علاج صعوبات التعلم التي يعاني منها. ويجب أن يدرك الأباء والأمهات أن التعرف والكشف المبكر على الأطفال ذوي صعوبات التعلم ييسر ويسرع من عملية علاجهم وتخطي عقبة الصعوبات التي يعانون منها.
واجب الأباء والأمهات نحو أطفالهم من ذوي صعوبات التعلم:
1. توفير فرص التعاون والتواصل المستمر بين البيت والمدرسة لمتابعة مستوى الطفل ورعايته داخل الفصل الدراسي وخارجه.
2. ضرورة إطلاع أولياء الأمور على بعض الأدبيات والكتابات النظرية عن صعوبات التعلم والتي من خلالها يمكن فهم ماهية صعوبات التعلم، والخصال التي تميز هؤلاء الأطفال عن نظرائهم العاديين.
3. ضرورة إطلاع أولياء الأمور على الاختبارات التشخيصية التي تقدم لذوي صعوبات التعلم، وكيفية الاستفادة من نتائجها في متابعة أولادهم في المنزل والمدرسة.
4. إشراك أولياء الأمور في الندوات والجلسات العلمية التي تناقش فيها مشكلات الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
5. أن يكون الوالدان جزءً من برنامج التدخل العلاجي الذي يقدم للطفل صاحب الصعوبة في التعلم، وأن يشتركا في إعداد البرنامج، ومعرفة المهام التي تسند إليهم لرعاية الطفل في المنزل.
6. أن تهتم الأسرة بإدارة شئون المنزل وتوفير النظام في حياة الطفل، وتعويده عليه، كالنظام في ترتيب مكانه، و في تنظيم أوقاته، وأن كل شيء في الغرفة يجب أن يوضع في مكانه الصحيح.
7. يجب على أفراد الأسرة المحافظة على أوقات النشاط اليومية الاعتيادية دون إخلال كبير بها، فمن الضروري المحافظة على أوقات وجبات الطعام، وأوقات الراحة، ومواعيد النوم بالقدر المستطاع.
8. يجب على أولياء الأمور إعطاء الطفل الحرية للتعبير عن رأيه في الأمور التي تخصه، ويتولى إدارتها الوالدين، وأن يبدأ ذلك بتمهل، مع وجود العديد من البدائل الاختيارية لرأي الطفل، والتي يكون على اقتناع تام بها، فعندما نقول له: هل تفضل أن ترتدي اليوم القميص الأحمر أم الأبيض؟ يكون ذلك أفضل من أن نقول له: عليك بارتداء هذا القميص. فإن ذلك يخلق نوعا من الغضب والاضطراب لدى الطفل.
9. يجب على الوالداين تبصرة الطفل بأنماط السلوك المقبول وغير المقبول اجتماعياً ببساطة وهدوء والحزم في بعض الأحيان , وأن يتم ذلك كله بصورة متكررة.
10. يجب على الوالدين تعلم الأسلوب والطريقة التي يستخدمونها في الحديث مع الطفل، وخير الكلام ما قل ودل، وأن تكون هناك حدود واضحة عند إعطائه التعليمات، فالعبارة : " ضع كتبك الآن في حقيبتك فقد حان وقت الطعام "، أفضل من عبارة " لقد حان وقت الطعام ـ لماذا لم ترفع كتبك وأدواتك من المكان؟ " ـ كما أن التعليمات التي تقدم للطفل خطوة خطوة أفضل من التعليمات التي تقدم له دفعة واحدة، فتعليمات مثل: " أذهب وأغسل يديك ورجليك، متبوعة بـ "وعليك بتنظيف أسنانك بالفرشاة " وتليها " وادخل إلى غرفتك وارتداء ملابس النوم لتنام " ـ أرى أن التسلسل في عرض هذه التعليمات يكون أفضل من القول: " قم وأغسل يديك ورجليك، ونظف أسنانك بالفرشاة، وأدخل حجرتك وارتدى ملابس النوم، ونام "، فمثل هذه التعليمات تؤدي إلى ارتباك واضطراب وغضب لدى الطفل.
11. إذا كان الطفل لا يحب اللعب الجماعي ويفضل أن يكون بمفرده معظم الوقت، فعلى الوالدين أن يشتريا له بعض الألعاب التي تجذب انتباه الأطفال الآخرين، وتدعهم يسارعون باللعب مع معه، ويجب تشجيع الطفل على حب اللعب والعمل الجمعي وإثابته على ذلك.
12. أن يهتم الآباء والأمهات بتقديم الإثابة وكلمات الشكر والثناء للأطفال عقب كل تقدم أو نجاح يحرزونه سواء كان ذلك في المدرسة أو في المنزل، وأن ينتبه الآباء إلى ضرورة الإيفاء بما يلتزمان به أمام الطفل، فإذا قال الأب للابن إذا نجحت في الامتحان سوف أشتري لك دراجة، ثم يبذل الطفل كل جهده وينجح في الامتحان، وهنا لا يفي الأب من بوعده، فإن ذلك يكون رد فعله سيء بالنسبة للطفل، وشعوره بعدم الأمان، وعدم احترام وتقدير الآخرين له، وبالتالي يفقد ثقته في المحيطين به.
13. على الآباء والأمهات تجنب اللجوء إلى التفكير كثيرا فيما سوف يكون عليه مستقبل الطفل، إن بإمكانهم التخطيط بشكل واقعي لهذا اليوم، وللغد، وللأسبوع المقبل، إلا أنه من غير الواقعي أن يستحوذ على المرء التفكير في المستقبل البعيد للطفل، فهناك العديد من المستجدات والمتغيرات التي سوف تطرأ على حياة الطفل، وترسم له المستقبل، ومن غير المعقول أن يفكر الآباء في كيف سيتمكن ابنهم البالغ من العمر سبع سنوات في الالتحاق بالجامعة نظرا لانخفاض مستوى تحصيله الدراسي في المدرسة، وأعتقد أن مثل هذه الأمور يجب أن تناقش في وقتها وحينها.
14. عندما يستطع الآباء والأمهات مواجهة مشكلاتهم بصدق، فسيكون بإمكانهم التحدث إلى طفلهم بصورة صادقة حول مشكلاته، إنه بإمكانهم التأكيد على أن طفلهم يتمتع بالذكاء ولكن لديه بعض المشكلات والصعوبات التعليمية، ومن السهل التغلب عليها وعلاجها باتباع الإجراءات العلاجية الملائمة.
15. إن الآباء والأمهات بحاجة إلى الاحتفاظ باتجاهاتهم ومشاعرهم إيجابية لكي يستطيعوا توفير الدعم اللازم للطفل، ونأمل أن تكون أسر وأصدقاء هؤلاء الأطفال يحيطونهم بالرعاية، ويقدمون لهم الدعم الذي يحتاجون إليه، إنهم بحاجة إلى كل تقوية وسند انفعالي يتوفر لهم.
16. على الآباء أن يعمدا على زيادة ثقة التلميذ بنفسه، والتقليل من مشاعر اليأس والقلق لديه، وعدم الخوف من الامتحانات، وأن من أخطأ هذه المرة يمكنه مراجعة نفسه وتصحيح أوضاعه ويحرز درجات عالية في المرة القادمة، بالإضافة إلى التشجيع المستمر لزيادة دافعية الطفل للإنجاز، وتنمية الميل نحو الدراسة والعلم والعلماء.
17. على الآباء أن يهتما بتقليل حدة المثيرات التي من الممكن أن كشفت انتباه الطفل في المنزل، حتى يمكن للطفل تركيز انتباهه في الشيء الذي يود فعله، أو الذي يقوم بالأداء فيه. فمن غير المعقول أن يذاكر الطفل دروسه ويؤدي واجباته في غرفة مليئة بالصور، أو يستمع إلى أصوات عديدة ومرتفعة تأتي من أماكن مختلفة من المنزل ويبدو كل شيء فيها غير مرتب.
18. على الوالدين مراعاة حاجات الطفل ومتطلباته الأساسية، وأن يعملا قدر الإمكان على تلبيتها، بما لا يخل بمبادىء التربية السليمة، فالطفل الذي يحب اللعب مع زملائه، أو يرغب في مشاهدة برامج الأطفال في التلفزيون، أو قراءة بعض القصص المسلية-أعطه الفرصة ليحقق رغباته، مع مراعاة تنظيم الوقت فيما بين اللعب والمشاهدة واستذكار الدروس.
19. يجب على الوالدين متابعة أداء الطفل لواجباته المدرسية، والسؤال باستمرار عن مستواه التحصيلي في المدرسة، وعن مدى تقدمه في البرنامج المدرسي إذا كان خاضعا للتدريب والعلاج. وأن يشعر الطفل بأن الآخرين يهتمون به، وأن هدفهم هو مصلحته أولا وأخيرا، من أجل الوصول إلى أفضل مستوى يمكن أن يصل إليه.
20. إن الأسرة التي تقدر قيمة العلم وتدرك أهميته، وأهمية القراءة للوصول إليه والتقدم فيه، يجب أن توفر لطفلها الخبرات والتجارب الناجحة التي تقوم على الجهد البناء والإيجابي، بعيداً عن: عبارات التهديد والوعيد، والخوف من العقاب، وتتجنب العبارات السلبية التي تقلل من دافعيته للتعلم، وتبعده عن القراءة والمطالعة.
تحيتي ومودتي ... أيمن ... ؛
اعـداد: أ.د. أحمد أحمد عـوّاد
أستاذ التربية الخاصة
كلية العلوم التربوية والنفسية ـ جامعة عمان العربية
كلية التربية بالعريش ـ جامعة قناة السويس
1428هـ/2007م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق