الأحد، 19 يونيو 2011

اضطرابات النطق واللغة ... ؛

... اضطرابات النطق واللغة ...

مقدمة: ينظر إلى القدرة على التواصل على أنها مهارة أساسية في حياة المجتمعات الإنسانية وعنصر أساسي في تكوين إنسانية الإنسان وارتباطه بوسطة الاجتماعي ويقصد بالتواصل استقبال الرسائل والتعبير عن الذات اعتماداً على الكلام واللغة الكتابية، والأشكال المتنوعة من التواصل غير اللفظي، كاللغة الإرشارية، ولغة الجسم والعيوان.
واللغة في نهاية التحليل قدرة مكتسبة يتعلمها الطفل بالسماع والممارسة وبورح المتعة واللعب دون الحاجة إلى تعليم نظامي قبل مدة طويلة من ذهابه إلى المدرسة، ويعد اكتساب الطفل للغة المجتمع الذي يعيشه مظهراً طبيعياً لنضجه المبكر، فالأطفال يصغون إلى ما يقوله الكبار، ويقلدونه ويتعلمون الاستجابة له بحيث يكونون في حاولي الخامسة من العمر يكونون قد اكتسبوا نوعاً من اتفان اللغة يكفي لأن يكون أساساً لغوياً متيناً يمكن للمعلمين البناء عليه في تعليمهم للقراءة والكتابة.
إلا أن ثمة بعضاً من الأطفال يواجهون مصاعب خطيرة في محاولاتهم اكتساب اللغة والكلام، وبما أن اللغة جزءاً أصيلاً من الحياة العقلية، بمعنى أنها تحتاج إلى الإدراك والتذكر والإصغاء والاستيعاب والتفكير، فإن من الطبيعي أن الأطفال الذين يعانون مشكلات في لغتهم أو اضطراب في كلامهم، يواجهون عقبات في تحصيلهم الأكاديمي وفي كل مظهر وظيفي يقومون به.

وتقسم اللغة من حيث طبيعتها إلى مظهرين رئيسيين:
الأول: اللغة غير اللفظية (الاستقبالية) (Receptive Language)
الثاني: اللغة اللفظية (التعبيرية (Expressive Language).
ويرتبط بمفهوم اللغة (Language) مصطلحات أخرى مثل مصطلح الكلام (Speech) ومصطلح النطق (Articulation) إذ ترتبط هذه المصطلحات ببعضها البعض.
إذ يقصد بالكلام القدرة على تشكيل وتنظيم الأصوات في اللغة اللفظية، وأما النطق فيقصد به الحركات التي تقوم بها الحبال الصوتية أو جهاز النطق أثناء إصدار الأصوات.

مراحل تطوير اللغة:
يشير ماكندلس (Mecandlees, 1973) وفتزجيرلد (fitzgerald) إلى أن للغة أصولاً بيولوجية تتمثل في الاستعداد الفزيولوجي والعقلي، وأنها تسير وفق أربع مراحل هي:
1. مرحلة البكاء (Crying Stage): في هذه المرحلة يعبر الطفل عن حاجاته وانفعالاته بالصراخ وتمتد هذه المرحلة منذ الميلاد وحتى الشهر التاسع من العمر.
2. مرحلة المناغاة (Babbling Stage) وفي هذه المرحلة يصدر الطفل الأصوات أو المقاطع ويكررها، وتمتد هذه المرحلة من الشهر الرابع والخامس تقريباً وحتى الشهر الثامن والتاسع.
3. مرحلة التقليد (Imitation Stage): وفي هذه المرحلة يقلد الطفل الأصوات أو الكلمات التي يسمعها تقليداً خاطئاً، فقد يغير أو يبدل أو يحذف أو يحرف مواقع الحروف في الكلمات التي ينطقها، وقد يرجع ذلك إلى عوامل كثيره أهمها مدى نضج جهاز النطق، وضعف الإدراك السمعي، وقلة التدريب، ولكن مع استمرار عوامل النضج والتعلم والتدريب تصبح قدرة الطفل على التقليد أكثر دقة، وتمتد هذه المرحلة منذ نهاية السنة الأولى من العمر وحتى الرابعة أو الخامسة تقريباً.
4. مرحلة المعاني (Semantic Stage): في هذه المرحلة يربط الطفل ما بين الرموز اللفظية ومعناها، وتمتد هذه المرحلة منذ السنة الأولى من العمر وحتى عمر الخامسة وما بعدها.
تختلف مظاهر المحصول اللغوي للطفل من عمر إلى آخر، حسب مراحل نموه الزمني، إذ تعتبر السنة الأولى من عمر الطفل هي مرحلة الكلمة الواحدة، وتعتبر السنة الثانية مرحلة الجملة ذات الكلمتين وتعبر السنة الثالثة مرحلة تكوين الجمل، أما السنة الرابعة فتعتبر مرحلة تناول الحديث مع الآخرين أما الخامسة فهي مرحلة تكوين الجملة الكاملة.

العوامل التي يتأثر بها النمو اللغوي كما حددها فتزجيرلد (Fitzgerald, 1973) هي:
1. الجنس (Sex): إذ يلاحظ أن الإناث أسرع من الذكور في النمو اللغوي.
2. العوامل الأسرية (Familly factors): ويقصد بها ترتيب الطفل في الأسرة، والظروف الاقتصادية والاجتماعية للأسرة، فالطفل الوحيد في الأسرة أكثر ثراء في محصوله اللغوي مقارنة مع الأطفال العديدين. كما أن أطفال المؤسسات والملاجئ أقل محصولاً من الناحية اللغوية مقارنة مع الأطفال الذين يتربون في أسرهم بسبب قلة خبراتهم واتصالهم مع الآخرين وإهمالهم أحياناً.
3. الوضع الصحي والحسي للفرد (physical –sensory position ) ويقصد بذلك أهمية الجوانب الصحية والحسية للفرد وعلاقتها بالنمو اللغوي، إذ يتأثر النمو اللغوي بسلامة الأجهزة الحسية السمعية والبصرية والنطقية للفرد.
4. وسائل الإعلام (Communication Media): ويقصد بذلك أهمية دور وسائل الإعلام كالإذاعة والصحافة والتلفاز...الخ، في زيادة المحصول اللغوي للطفل.
5. عملية التعلم (Learning process ): ويقصد بذل أهمية عملية التعلم وما تتضمنه من قوانين التعزيز والاستعمال والإهمال التي تلعب دوراً مهماً في تعلم اللغة.
6. القدرة العقلية (Intecutal Ability): ويقصد بذلك أن أهمية القدرة العقلية (الذكاء) في النمو اللغوي للطفل، فالطفل الذي يتميز بذكاء عال يفوق الأطفال العاديين والمعوقين عقلياً في محصوله اللغوي، ويتميز باكتسابه اللغة في عمر زمني مبكر مقارنة مع الأطفال العاديين والمعوقين عقلياً، كما تظهر الكلمة الأولى لدى الطفل المعوق عقلياً في نهاية السنة الثالثة تقريباً، وهذا ما تؤكده الدراسات حول اهمية القدرة العقلية في النمو اللغوي.

تعريف اضطرابات الكلام واللغة:
• اضطراب الكلام: بأنها مشكلات يواجهها الطفل في الإنتاج الشفوي للغة سواء في النطق أو الطلاقة أو الصوت، والأطفال ذو الاضطراب الكلامي هم اولئك الذين يعيق كلامهم تواصلهم مع الآخرين.
• اضطراب اللغة: تعرف بأنها المشكلات التي يواجهها الطفل في رموز اللغة أو القواعد والتسلسلات اللازمة لربط هذه الرموز، بما يعنيه ذلك من مشكلات في فهم معاني الكلمات والجمل (لغة استقبالية) واستعمالها استعمالاً مناسباً ( لغة تعبيرية) وعلى هذا فإن اضطرابات اللغة يمكن أن تصيب شكل اللغة أو محتواها أو استعمالها في التواصل مع الآخرين.

أولاً: اضطرابات النطق:
إننا عندما نتحدث عن النطق فإننا نقصد بذلك قيام أعضاء النطق بعملها بالشكل المطلوب، وبالتالي انتاج كل صوت بشكل طبيعي، وإن أي خلل أو اضطراب في قيام أي عضو من أعضاء النطق، يجعلنا نقول: إن اضطراباً نطقياً قد نتج عن ذلك فما هو إذن اضطراب النطق:
يعرف الزراد (1990). اضطراب النطق بأنها تلك العملية التي يتم من خلالها التركيز على أي خلل يحدث في عملية وطريقة النطق، وطريقة لفظ الأصوات، وتشكيلها، أو إصدار الأصوات بشكل صحيح.
بينما تم تعريف اضطرابات النطق في الطبعة الرابعة من الدليل DSMIV (1994) الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
بأنه فشل في استخدام أصوات الكلام المتوقعة نمائياً والتي تكون مناسبة لعمر الفرد وذكائه ولهجته، ويتضح في إصدار صوتي ردئ أو تلفظ غير مناسب... ويتألف الاضطراب النطقي من أخطاء في: إصدار الصوت أو إبدال صوت مكان آخر، أو حذف أصوات مثل الحروف الساكنه التي تقع في آخر الكلمة، أو تشويه وتحريف لنطق الكلمة...ألخ. مما يعطي انطباعاً بأنه كلام طفولي.
أما جمال الخطيب ومنى الحديدي (1997). فقد عرفا اضطرابات النطق بأنها: أخطاء كلامية تنتج عن أخطاء في حركة الفك والشفاه واللسان أو عدم تسلسلها بشكل مناسب بحيث يحدث استبدال أو تشوه أو إضافة أو حذف وقد لا يكون لهذه الاضطرابات أسبابه العضوية الواضحة، وفي هذه الحالة تعزى اضطرابات النطق للحرمان البيئي والسلوك الطفولي، والمشكلات الانفعالية وبطء النمو.
وفي نفس السياق فقد عرف عبد العزيز الشخص (1999) اضطرابات النطق بأنه هو ذلك الاضطراب الذي يحدث نتيجة وجود أخطاء في إخراج أصوات حروف الكلام ومخارجها، وعدم تشكيلها بصورة واضحة وصحيحة، وتختلف درجات اضطرابات النطق من البسيطة إلى الحاد، حيث يخرج الكلام غير مفهوم نتيجة الحذف، والإبدال، والتشوية، والإضافة.
وهكذا يمكن تعريف اضطرابات النطق بأنها خلل في نطق الطفل لبعض الأصوات اللغوية يظهر في واحدة أو أكثر من الاضطرابات التالية: إبدال ( نطق صوت بدلاً من صوت آخر) أو حذف (نطق الكلمة ناقصة صوتاً أو أكثر) أو تحريف وتشويه ( نطق الصوت بصورة تشبيه الصوت الأصلي غير أنه لا يماثله تماماً) أو إضافة (وضع صوتاً زائداً إلى الكلمة).

أشكال اضطرابات النطق واللغة:
أولاً: اضطرابات النطق مايلي:
1. الإبدال Substitution:
ويحدث فيه استبدال الطفل نطق صوت بصوت آخر، كأن يستبدل الطفل نطق صوت (ر) بصوت (ل) فيقول مثلاً لجل بدل رجل، وملوحة بدلاً من مروحة... ويقع الإبدال مع أصوات أخرى مثل ابدال (ج) بصوت (د) فيقول الطفل دمل بدالً من جمل ودبنة بدلاً من جبنة ويستبدل أيضاً صوت (ك) بصوت (ت)، فيقول تتاب بدلاً من كتاب وسمته بدلاً من سمكة، ومن أبرز حالات الإبدال ما يسمى (بالثأثأة) Sigmatism وهي التي يبدل فيها الطفل صوت (س) بأصوات أخرى ومن أشكال الثأثأة:
- ابدال صوت (س) بصوت (ث) وهو ما يعرف Interdentalis, Sigmatism وترجع تلك الحالة التي بروز طرف اللسان خارج الفم بين الأسنان بدلاً من تراجعه إلى خلف الأسنان.
- إبدال صوت (س) بصوت (ش)، وهو ما يعرف باسم Lateral Sigmatism وترجع إلى انتشار تيار الهواء على جانبي اللسان بسبب عدم قدرة الطفل على التحكم في حركات لسانه أو بسبب تكوين هذا العضو.
- إبدال صوت (س) بصوت(ت) أو (د) وهو ما يطلق عليه Adentalis Sigmatism يحدث نتيجة ارتفاع اللسان إلى أعلى الثنايا العليا في منطقة أعلى من التي ينطق عندها صوت (س).
- نطق صوت (س) أنفية وهو ما يطلق عليه Nasal Sigmatism ويحدث نتيجة خروج الهواء من الأنف بدلاً من خروجه من الفم ويحدث ذلك نتيجة لوجود شق في سقف الحلق.
2. الحذف: Omission:
فيه يقوم الطفل بحذف صوت أو أكثر من الكلمة، وعادة ما يقع الحذف في الصوت الأخير من الكلمة مما يتسبب في عدم فهمها، إلا إذا استخدمت في جملة مفيدة، أو في محتوى لغوي معروف لدى السامع، وقد لا يقتصر الحذف على صوت، إنما قد يمتد لحذف مقطع من الكلمة فيقول الطفل (مام) بدلاً من (حمام) ويقول (مك) بدلاً من سمكة.
وقد يتم الحذف عند توالي صوتين ساكنين في أي موقع من الكلمة، دون أن تكون هناك قاعدة حذف ثابته ومحددة، أي أن الطفل قد يحدث الصوت الساكن الأول فيقول ( مرسة ) بدلاً من ( مدرسة).
وتسبب عملية الحذف صعوبة في كلام الطفل، ومعرفة الحاجة، أو الفكرة التي يريد التعبير عنها، مما يؤثر على الطفل، ويؤدي إلى ارتباكه وشعوره بعدم القدرة على توصيل أفكاره للآخرين.
وبصورة عامة يتصف الأطفال الذين يعانون من الحذف بمايلي:
1. إن كلامهم يتميز بعد النضج أو الكلام الطفلي Childish: وتشير نتائج الدراسات إلى أن الحذف يعد من اضطرابات النطق الحاد، سواء بالنسبة لفهم الكلام أو التشخيص وكلما زاد الحذف في كلام الطفل صعب فهمه.
2. غالباً يقل الحذف في كلام الطفل مع تقدم العمر، ومع ذلك فقد يظهر لدى الكبار ممن
3. يعانون من خلل في أجهزة النطق، أو اضطرابات في الجهاز العصبي، وكذلك الأطفال الذي يعانون من التوتر الشديد وأولئك الذين يتحدثون بسرعة كبيرة.
4. غالباً ما يميل الأطفال إلى حذف بعض أصوات الحروف بمعدل أكبر من الحروف الأخرى فضلاً عن أن الحذف يحدث غالباً في مواضع معينة من الكلمات، فقد يحذف الأطفال أصوات/ ج/، /ش/، /ف/، /ر/، إذا أتت في أول الكلمة أو أخرها بينما ينطقها إذا أتت في وسط الكلمة.
3. التحريف أو التشويه: Distortion:
وفيه ينطق الطفل الصوت بشكل يقربه من الصوت الأصلي، غير أنه لا يشبهه تماماً أي ينطق الطفل جميع الأصوات التي ينطقها الأشخاص العاديون، ولكن بصورة غير سليمة المخارج عند مقارنتها باللفظ السليم، حيث يبعد الصوت عن مكان النطق الصحيح، وتستخدم طريقة غير سليمة في عملية إخراج التيار الهوائي اللازم لانتاج ذلك الصوت. ويحدث التحريف نتيجة لعدة أسباب منها مايلي:
أ‌. تأخر الكلام عند الطفل حتى سن الرابعة.
ب‌. وجود كمية من اللعاب الزائد عن الكمية الطبيعية.
ت‌. أزدواجية اللغة لدى الصغار أو بسبب طغيان لهجة على أخرى.
ث‌. تشوه الأسنان بتساقط الاسنان الأمامية أو على جانبي الفك السفلي.
ج‌. قد ينتج عن مشكلة كلامية، كالسرعة الزائدة في الكلام مثلاً.
من نماذج التحريف في كلام الطفل:
روح – أوح ولد – ألد
كثير – تيل صحة – إحه
خلاص – هلاس قلم – ألم.
ولتوضيح هذا الاضطراب يمكن وضع اللسان خلف الأسنان الأمامية إلى أعلى دون أن يلمسها، ثم محاولة نطق بعض الكلمات التي تنطق أصوات مثل (س) و (ز) مثل: ساهر، زاهر، زايد، زياد، سهران، سالم، سامي
5. الإضافة: Addition:
فيه يصنف الطفل صوتاً زائداً إلى الكلمة، مما يجعل كلامه غير واضح وغير مفهوم ومثل هذه الحالات إذا استمرت مع الطفل أدت إلى صعوبة في النطق مثال ذلك: سمكة، مروحة، وغيرها، أو تكرار مقطع من كلمة أو أكثر مثل: واوا دادا.

محكات الحكم على اضطرابات النطق:
1. العمر الزمني:
تنمو الأصوات على شكل كلمات منطوقة بصورة عادية ضمن مدى معين من الأعمار المختلفة، لهذا هناك 13 صوتاً تبرز واضحة مابين الثالثة حتى الخامسة، في حين تظهر بقية الأصوات التي تتكون من 11 صوتاً بشكل صحيح ما بين السادسة حتى الثامنة، حيث تشكل تلك الأصوات مجتمعة صيغة الكلام التي لا يمكن للإنسان الصغير أن يتعلمها في آن واحد، وذلك لأسباب نمائية معروفة.
وعلى هذا الأساس هناك من يرى أن بعض الأصوات قد يتم اكتسابها مبكراً، وبعض الأصوات الأخرى بالإمكان اكتسابها وتعلمها بعد سن السابعة، غير أنه في الغالب يمكن فهم كلام معظم الأطفال بسهولة ما بين سن الثالثة والرابعة، ولذلك يعتمد نمو الأصوات وإخراجها على اعتبارات كثيرة، لعل من أهمها مرحلة النضج النمائي التي يمر بها الطفل والتي تغطي العديد من جوانب النمو المختلفة.
ولقد أجرى كل من (رو) ، (وملس) Roe & Milisen دراسة على الفي طفل من ولاية أنديانا الأمريكية، فوجد أن تعلم نطق الأصوات اللغوية يستمر حتى بعد قبول الطفل في المدرسة الابتدائية، هذا وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن تكرار الأخطاء النطقية يقل بشكل ملحوظ خلال الصفين الثالث والرابع، حتى في المدارس التي لا تطبق برامج وتدريبات خاصة بتصحيح النطق، وأظهرت النتائج أيضاً بأن التحسن الطبيعي على النطق يتزايد بشكل ملموس في الصفين الأول والثاني، بينما تتراجع القدرة على التغلب على الأخطاء النطقية في الصفين الثالث والرابع الابتدائيين.
وهكذا يمكن القول بأن الطفل قد يستمر بالنطق الخاطئ للأصوات الصامته حتى نهاية العام الثامن من عمر الطفل، وبنسبة عالية تتغلب على صعوبات النطق عند انتهاء الصف الاول و الثاني الأساسين وخاصة عند توفر البيئة التعليمية المناسبة في الفصول الدراسية، ويحدث هذا التحسن بدون أية برامج خاصة بمعالجة مشكلات النطق، أما إذا تعدت اضطرابات النطق لدى الطفل هذه المرحلة العمرية فإن هذا يعني أن الطفل بحاجة لعلاج اضطرابات النطق حتى لا تثبت وتصبح أكثر رسوخاً.

2. القدرة العقلية:
في بعض الحالات الخاصة التي يعاني فيها الأطفال من التخلف العقلي، أو التوحد، أو الشلل الدماغي، ينبغي تطبيق اختبار للذكاء لتحديد القدرات العقلية لهؤلاء الطلبة أو الأطفال.
إذ يتأثر نطق الطفل بمستوى القدرة العقلية التي يتمتع بها أفراد تلك الفئات، إذ أن هناك علاقة وثيقة بين مستوى النمو اللغوي والذكاء.
فالطفل العادي يبدأ نطق الأصوات بمحاكاة ما يسمعه من المحيطين به، بالألعاب الصوتية والمناغاة التي يقوم بها، وغالباً ما تكون هذه الأصوات في بادئ الأمر غير صحيحة، إلا أنه يحسن نطقه شيئاً فشيء حتى يستطيع النطق بشكل صحيح فيما بين الرابعة والسادسة أو السابعة من أعمارهم، بينما في مقابل ذلك نجد أن الطفل الذي يعاني من التخلف العقلي يتأخر في بداية النطق عن الطفل العادي، فالمهارات الكلامية لدى الأطفال المتخلفين عقليا تماثل تلك المهارات الموجودة لدى العاديين الذين يماثلونهم في العمر العقلي، وليس في العمر الزمني، بل أن بعض الحالات تظهر نمواً في تلك المهارات أقل من مستواه مما هو عليه لدى من يماثلونهم في العمر العقلي من الأفراد العاديين، هذا فضلاً عن أن اضطرابات النطق توجد بمعدل أكبر منها لدى الأطفال العاديين، وتزداد هذه الاضطرابات بزيادة درجة الإعاقة، أي أن العلاقة بين اضطرابات النطق ودرجة الإعاقة العقلية علاقة طردية.

3. إعاقة التواصل:
إن الطفل الذي لا يستطيع التعبير عن نفسه، وعما يدور بين الأخرين، أو التواصل معهم بسبب اضطراب نطقه، قد يؤدي به ذلك إلى الوقوع في العديد من المشكلات التي من بينها تجنب المستمعين له، أو تجاهله، أو الابتعاد عنه بسبب صعوبة التواصل والتفاعل معه، وعدم مقدرتهم على فهمه، ومن ثم استجابتهم له بصورة غير مناسبة، مما يؤدي إلى حدوث حالة من الارتباك بينهم وبينه، مما يترتب عليه اخفاق الطفل أو فشله في التواصل مع الأخرين وممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن اخفاق الطفل في التواصل مع غيره يؤدي به إلى الوقوع في المشكلات النفسية نتيجة لما يعانيه من اضطراب في النطق ومنها: الخجل، والاحباط والأنطواء، والقلق الاجتماعي وغيرها من الأعراض الأخرى.
ويلاحظ على مثل هذا الطفل أيضاً صعوبة إحراز تقدم مشابه لما يحرزه زملاؤه في دراسته، مما قد يدفعه إلى تصرفات قد تكون غير سوية كالسلوك العدواني تجاه الآخرين، أو النشاط الزائد، وذلك لم يتعرض له من سخريه واستهزاء زملائه به.

ثانياً: اضطرابات الكلام:
لا شك أن الكلام هو من نعم الله على البشر ومن أهم وسائل التواصل بالآخرين ويستدعي كونه عدة توافقات عصبية دقيقة يشترك في أدائها الجهاز التنفسي لتوفير التيار الهوائي للنطق، وإخراج الأصوات بواسطة الحنجرة والحبال الصوتية والميكانزم السمعي للتميز بين الأصوات والمخ والجهاز العصبي السليم ونطق الحروف باستخدام اللسان والاسنان والشفاه وسقف الحلق الصلب والرخو والفك.
قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: ( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )طه: 24-28.
كذلك عني العرب بالعيوب اللغوية وأمراض الكلام فقد درسها الجاحظ في كتابه البيان والتبين.
وهذه الاضطرابات تتعلق بمجرى الكلام أو الحديث، ومحتواه، ومدلوله أو معناه وشكله، وسياقه، وترابطه مع الأفكار والأهداف، ومدى فهمه من الأخرين أسلوب الحديث، والألفاظ المستخدمة، وسرعة الكلام.
ويقصد بذلك تلك الاضرابات اللغوية المتعلقة بالكلام وما يرتبط بذلك من مظاهر تربط بطريقة تنظيم الكلام ومدته، وسرعته ونغمته وطلاقته، وتشمل اضطرابات الكلام المظاهر التالية:
* اللجلجة: Stuttering:
وتعني احتباس في الكلام يعقبه انفجار للكلمة بين شفتي الطفل مضطربةً بعد معاناة تتمثل في حركات ارتعاشية وتعتبر طبيعية من عمر 2-5 سنوات بعد ذلك تحتاج لبرنامج علاجي نفسي وكلامي.

أهم أشكال اللجلجة:
- تكرار الحرف أو الكلمة عدة مرات مثل كلمة (محمد) ينطقها (م م م م محمد).
- التو المفاجئ والطويل قبل نطق الحروف أو الكلمة ثم نطقها دفعة واحدة – توقف – محمد.
أسبابها:
تعود في الغالب لمرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتأثر الطفل سلباً من الرعاية الزائدة أو الحرمان العاطفي، وتضارب أساليب التربية داخل الأسرة، أو الشقاء العائلي وكثرة المخاوف والسخرية التي تعرض لها الطفل.
التأتأة في الكلام: Stuttering:
وهي عدم الطلاقة في سيوله أو سلاسة الكلام بشكل يلفت النظر، مما يعيق التحدث مع الأخرين، والمتأتأ يكرر حرفاً أو مقطعاً بشكل لا إرادي مصحوباً باضطراب في التنفس، وحركات غريبة في اللسان، مما يسبب له الخجل والارتباك والعزلة، وهي لدى الذكور أكثر من الإناث.
ظاهرة السرعة الزائدة في الكلام (Cluttering):
حيث يزيد المتحدث من سرعته في نطق الكلمات، ويصاحب تلك الحالة مظاهر جسمية وانفعالية غير عادية مما يؤدي إلى صعوبة فهم المتحدث ومشكلات في الاتصال الاجتماعي.
ويكون العلاج بتنظيم عملية التفكير لدى المريض بعرض صورة امامه وعليه أن يراعي الترتيب المنطقي أثناء عرضه للحوادث الواردة فيها.
ظاهرة الوقوف أثناء الكلام (Blocking):
في هذه الحالة يقف المتحدث عن الكلام، بعد كلمة أو جملة ما لفترة غير عادية، مما يشعر السامع بأنه انتهى من كلامه، مع أنه ليس كذلك، وتؤدي اضطرابات الكلام أياً كانت إلى صعوبات في التعبير عن الذات تجاه الأخرين.
ضعف المحصول اللغوي:Delayed or ionhibited:
يدخل عامل الوراثة والقدرة على العقلية والسمعية وطبيعة العائلة وعامل الجنس دوارً في تأخر الكلام، فالبنات أكثر تقدماً في عملية الكلام بسبب طيلة الوقت التي تقضيه بجانب أمها أكثر من الذكور الذين ينصرفون إلى اللعب

ثالثاً: اضطرابات اللغة:
1- الحبسة (Aphasia):
تتأثر بعض مراكز اللغة في الدماغ نتيجة التعرض لحوادث أو انسداد في شرايين الدماغ مما يؤدي إلى ما يعرف بالحبسة وتتجلى بفقد القدرة على التعبير بالكلام أو الكتابة أو عدم القدرة على فهم معنى الكلمات المنطوق بها، أو عدم القدرة على إيجاد الأسماء ومراعاة القواعد النحوية ومن أنواعها:
‌أ. الأفازيا اللفظية: Verbal aphasia: ويكون المريض عاجزاً عن احضار الكلمات قولاً وكتابة
‌ب. أفازيا اسمية :Naminal Aphasia: حيث يجد المريض نفسه عاجزاً عن فهم أسماء الأشياء أو معنى الكلمات ( كل كلمة على حده).
‌ج. أفازيا نحوية: Syntactic Aphasia: حيث يكون المريض غير قادر على تركيب الجملة مع مراعاة القواعد.
‌د. أفازيا معنوية: syntactic Aphasia: حيث يكون المريض غير قادر على تركيب الجملة مع مراعاة القواعد.

2. عسر الكلام أبراكسيا: Apraxia:
عدم التحكم بانتاج الكلام بشكل إرادي نتيجة عدم القدرة على التنسيق بين الجهاز العصبي والعضلي، مثل حالات الشلل الدماغي حيث يجب التدريب المستمر لأعضاء النطق التي يصعب تحريكها بالاستعانة بأخصائي التنفس والعلاج الطبيعي وفي بعض الحالات يصعب الوصول إلى نتيجة مرضية فنلجأ إلى وسائل التواصل البديلة كالإرشادات.
3. تأخر ظهور اللغة (Language Delay):
وفي هذه الحالة لا تظهر الكلمة الأولى للطفل في العمر الطبيعي لظهورها، وهو السنة الأولى من عمر الطفل بل قد تتأخر ظهور الكلمة إلى عمر الثانية أو أكثر، ويترتب على ذلك مشكلات في الاتصال الاجتماعي مع الآخرين وفي المحصول اللغوي للطفل وفي القراءة والكتابة فيما بعد.
4. صعوبة الكتابة (Dysgraphia):
في هذه الحالة لا يستطيع الطفل أن يكتب بشكل صحيح المادة المطلوبة كتابتها، والمتوقع كتابتهما ممن هم في عمره الزمني، فهو يكتب في مستوى يقل كثيراً عما يتوقع منه .
5. صعوبة فهم الكلمات أو الجمل:Echolailia agnosia:
يقصد بذلك صعوبة فهم المعنى للكلمة أو الجملة المسموعة وفي هذه الحالة يكرر الفرد استعمال الكلمة أو الجملة دون فهمها.
6. صعوبة القراءة (Dyslexia):
في هذه الحالة لا يستطيع الطفل أن يقرأ بشكل صحيح المادة المكتوبة، والمتوقع قراءتها ممن هم في عمره الزمني، فهو يقرأ في مستوى يقل كثيراً عما يتوقع منه.
7. صعوبة تركيب الجملة ( Language Deficit):
ويقصد بذلك صعوبة تركيب كلمات الجملة من حيث قواعد اللغة ومعناها لتعطي المعنى الصحيح وفي هذه الحالة يعاني الطفل من صعوبة وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب.

رابعاً: اضطرابات الصوت: Voice disorders
ويتضمن أي اضطراب يختص بعلو الصوت أو انخفاضه أو خشونته بشكل غير سوي ويمكن أن نحدد هذه المشكلات بمايلي:
1. اضطراب الإيقاع الصوتي ويشمل:
أ‌. ارتفاع الصوت.
ب‌. انخفاض الصوت:
ويقصد بذلك ارتفاع الصوت أو انخفاضه بالنسبة للسلم الموسيقي وطبقة الصوت، والصوت المرتفع أكثر من اللازم هو صوت شديد ومزعج للسامعين، والصوت الطبيعي يكون على درجة كافية من الارتفاع أو الشدة من أجل تحقيق التواصل المطلوب فالارتفاع الشديد يؤدي إلى صوت غير واضح.
ج-الفواصل في الطبقة الصوتية: ويقصد بذلك التغيرات الغير طبيعية في طبقة الصوت، والانتقال السريع الغير مضبوط من طبقة لأخرى، مثل الانتقال من الصوت الخشن إلى الناعم أو الرفيع مما يؤدي إلى عدم وضوح اللحن والصوت.
د‌- الصوت المرتعش أو المهتز:
وهو صوت غير متناسق من حيث الارتفاع أو الانخفاض أو الطبقة الصوتية يكون سريعاً ومتوتراً (الخوف) (الانفعال).
هـ. الصوت الرتيب:
وهو الصوت الذي يأخذ شكل واحد، وإيقاع واحد، ووتيرة واحدة، دون القدرة على التغيير في الإيقاع، والشدة والنغمة واللحن، مما يجعل هذا الصوت يبدو شاذاً، وغريباً.
2. مشكلات في شدة الصوت كالصوت الخشن والصوت الطفلي وبحه الصوت
أ‌. الصوت الخشن أو الغليظ: Harshness:
ويكون هذا الصوت من النوع المرتفع في الشدة المنخفض في الطبقة الصوتية ويكون هذا الصوت مصحوباً بالتوترات، والإجهاد، وقد تكون خشونة الصوت لدى الصغار بسبب الصراخ العالي أو تقليدهم لأصوات الأخرين، كذلك الأفراد ذوي المزاج العدواني غالباً ما يجهدون حبالهم الصوتية في صراخهم وحديثهم.
ب‌. بحة الصوت:
إن الصوت المبحوح هو صوت منخفض الطبقة الموسيقية وقد يصاحبه شيء من خشونة الصوت أو غالباً ما يكون البح بسبب الاستخدام السيء للصوت ويكون أيضاً بسبب تقارب أشرعة الحبال الصوتية، وهذه البحة يصاحبها صعوبة في التنفس، وقد تؤدي أيضاً حالات التهاب الحنجرة، أو النزلة البردية، والتهاب اللوزتين والإجهاد الكلامي إلى بحة الصوت.
ح‌. الصوت الطفلي:
وهو الصوت الذي نسمعه لدى الراشدين أو الكبار ويشبه في طبقته الصوتية طبقة صوت الأطفال الصغار ( الصوت الرفيع الحاد) بحيث يشعر السامع بأن هذا الصوت شاذاً لا يتناسب مع عمر وجنس ومرحلة نمو الفرد المتكلم.
3. الخمخمة: Rhinolalia:
وهو خروج الكلام من الأنف بصورة مشوهة غير مألوفة فينطق حرف (م) (ب) أو (د) بسبب وجود فجوة في سقف الحلق أو سد فتحات الأنف.

أسباب اضطرابات اللغة والنطق:
هناك مجموعة من العوامل التي تكون مسؤولة عن هذه االاضطرابات منها ما يرجع إلى عوامل عضوية أو نفسية او اجتماعية، وفيما يلي فكرة عن هذه الاسباب:
• أسباب عضوية:
كاختلال الجهاز العصبي المركزي، واضطراب الأعصاب المتحكمة في الكلام، أو الضعف العقلي ونقص في خلايا الدماغ، أو الإصابة بالصمم، أو بسبب عيوب الجهاز الكلامي، مثل اختلال أربطة اللسان وسد فتحات الأنف أو تضخم اللوزتين وشق الحلق، وكذلك سلامة الأجهزة النطقية مثل الحنجرة ومزمار الحلق والفكين والأنف والشفتين والأسنان واللسان تعد شرطاً من شروط سلامة الفرد من الاضطرابات اللغوية.
• أسباب نفسية:
وهي الأسباب الغالبة على معظم عيوب النطق كالقلق والصراع والصدمات والمخاوف وعدم الشعور بالأمن، أن الكثير من المصابين ببعض الاضطرابات الكلامية يتكلمون بصورة طبيعية عندما يكونوا بأمان وبمفردهم ولكن يعود الاضطراب لهم إذا وجدوا في مواقف محرجة ومع آخرين يمثلون السلطة عليهم، وهناك أسباب أخرى مثل:

- أنماط الكلام الأخرىين التي يتعرض لها الطفل أثناء تعلم الكلام.
- تمييز أحد الأخوة عن الاخر.
- المشاحنات المستمره بين الأبوين.
- وجود الطفل في بيئة تتعدد فيها اللهجات واللغات.
- إجبار طفل المسر على الكتابة باليد اليمنى
- إبجار الأباء أولادهم على النطق.
- استجابة لحاجات الطفل دون كلام.
- الاسرة كثيرة السكوت قليلة الكلام.
• الاسباب المرتبطة بإعاقات أخرى:
ويقصد بذلك أن الاضطرابات اللغوية ظاهرة مميزة لدى الأفراد ذوي الاعاقات العقلية والسمعية، والانفعالية، وصعوبات التعلم، لكن الكثير من مظاهر اضطرابات اللغة والنطق مرتبطة بتلك الإعاقات، فعلى سبيل المثال تمثل ظاهرة تأخر ظهور الكلام أو اللغة، وظاهرة التوقف أثناء الكلام، أو الكلام بصوت غير مسموع من المظاهر المميزة للإعاقة العقلية في حين أن قلة المحصول اللغوي وظاهرة غياب اللغة من المظاهر المميزة للاعاقة السمعية، في حين تمثل مظاهر صعوبة الفهم للغة وتذكرها وظاهرة التأتأة والسرعة الزائدة في الكلام والإضافة والإبدال والحذف والتشويه وتغيرات الوجه والجسم غير العادية أثناء الكلام من المظاهر المميزة لحالات الإعاقة الانفعالية وصعوبة القراءة والكتابة وسوء تركيب الجملة مظاهر لصعوبات التعلم.

نسبة الاضطرابات اللغوية:
تختلف نسبة الأفراد ذوي الاضطرابات اللغوية تبعاً لاختلاف الدراسات أو الأبحاث التي أجريت حول موضوع نسبة الاضطرابات اللغوية من حيث أنواعها واسبابها، وعلى سبيل المثال يقدر مكتب التربية في الولايات المتحدة الأمريكية نسبة الاطفال ذوي الاضطرابات اللغوية في المجتمع الأمريكي بحوالي 3.5% وتظهر دراسة أجراها بيركن (Perkin, 1971) أن نسبة أطفال المدارس ممن يعانون من اضطرابات في الكلام تتراوح من 1% إلى 3%.
أما كيرك (Kirk, 1972) فيشير إلى دراسات إجريت أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية حول نسبة الأفراد ذوي المشكلات اللغوية ومن تلك الدراسات الدراسة التي أجرتها الجمعية الأمريكية للسمع والكلام على عينة من 40 مليون تقريباً من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 سنوات إلى 21 سنة وقد أشارت نتائج هذه الدراسة إلى ما نسبته 5% من تلك العينة تعاني من مظهر ما من مظاهر اضطرابات النطق باللغة وإن أعلى نسبة من نسب الاضطرابات اللغوية هي نسبة اضطرابات النطق باللغة، وأن أعلى نسبة من نسب الاضطرابات اللغوية، هي نسبة ذوي المشكلات النطقية إذا بلغت تلك النسبة 3%.
وفي الأردن تذكر أبو غزالة (1986)، دراسة مسحية لحالات اضطرابات اللغة في مدارس وزارة التربية والتعليم في الأردن للعام الدراسي 83/82 وأشارت تلك الدراسة المسحية إلى أن عدد حالات الطلبة ذوي المشكلات النطقية هو 94 حالة.

قياس وتشخيص الاضطرابات اللغوية.
تتلخص عملية قياس وتشخيص الاضطرابات اللغوية في أربعة مراحل أساسية متكاملة هي:
المرحلة الأولى: مرحلة التعرف المبدئي (Screening ) على الأطفال ذوي المشكلات اللغوية:
وفي هذه المرحلة يلاحظ الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات، مظاهر النمو اللغوي وخاصة مدى استقبال الطفل للغة، وزمن ظهورها والتعبير بواسطتها والمظاهر غير العادية للنمو اللغوي مثل التأتأة أو السرعة الزائدة في الكلام أو قلة المحصول اللغوي...الخ. وفي هذه المرحلة يحول الأباء والأمهات أو المعلمون والمعلمات الطفل الذي يعاني من مشكلات لغوية إلى الأخصائيين في قياس وتشخيص الاضطرابات للغوية.
المرحلة الثانية: مرحلة الاختبار الطبي الفسيولوجي (Physical Diagnosis) للأطفال ذوي المشكلات اللغوية:
وفي هذه المرحلة وبعد تحويل الأطفال ذوي المشكلات اللغوية أو الذي يشك بأنهم يعانون من اضطرابات لغوية إلى الأطباء ذوي الاختصاص في موضوعات الأنف والأذن والحنجرة (Ent Doctors) وذلك من أجل الفحص الطبي الفسيولوجي وذلك لمعرفة مدى سلامة الأجزاء الجسمية ذات العلاقة بالنطق واللغة، كالأذن والأنف، أو الحبال الصوتية واللسان والحنجرة.
المرحلة الثالثة: مرحلة اختبار القدرات الأخرى ذات العلاقة للأطفال ذوي المشكلات اللغوية Diagnosis of Abilities:
وفي هذه المرحلة وبعد التأكد من خلو الأطفال ذوي المشكلات اللغوية من الاضطرابات العضوية يتم تحويل هؤلاء الأطفال إلى ذوي الاختصاص أو الإعاقة العقلية والسمعية والشلل الدماغي، وصعوبات التعلم، وذلك للتأكد من سلامة أو إصابة الطفل بإحدى الإعاقات التي تم ذكرها سابقاً وذلك بسبب العلاقة المتبادلة بين الاضطرابات اللغوية للطفل ونوع الإعاقة التي يعاني منها ويستخدم ذو الاختصاص في هذه الحالات الاختبارات المناسبة في تشخيص كل الإعاقات العقلية أو السمعية أو الشلل الدماغي أو صعوبات التعلم.
المرحلة الرابعة: مرحلة تشخيص مظاهر الاضطرابات اللغوية للأطفال ذوي المشكلات اللغوية Diagnosis Language Disorders :
في هذه المرحلة وعلى ضوء نتائج المرحلة السابقة يحدد الاخصائي في قياس وتشخيص الاضطرابات اللغوية، مظاهر الاضطرابات اللغوية التي يعاني منها الطفل ومن الاختبارات المعروفة في هذا المجال:
1. اختبار الينوي للقدرات السيكولغوية والذي يتكون من 12 اختبارً فرعياً يصلح هذا الاختبار للفئات العمرية من سن 2-10.
2. اختبار مايكل بست لصعوبات التعلم ويتكون هذا الاختبار من 24 فقرة موزعة على خمسة أبعاد.
3. مقياس المهارات اللغوية للمعوقين عقلياً ويتألف هذا المقياس من 81 فقرة موزعة على خمسة أبعاد هي:
أ‌. الاستعداد اللغوي المبكر .
ب‌. التقليد اللغوي المبكر.
ت‌. المفاهيم اللغوية الأولية.
وهناك اختبارات أخرى يذكرها كومبتن ( Compton, 1980) هي:
1. اختبارات دوتيرويت للاستعداد للتعلم (Dtroit tests Learning Aptitude).
2. اختبار سلنقرلاند المبدئي على الأطفال ذوي الصعوبات اللغوية المحددة (Slingrland screening Tests 1974).
3. اختبار فشر – لوقمان للكافية النطقية (The Fisher – Logemann Test).
4. اختبار الاستيعاب السمعي للغة: (test for Audditory Comprehenstion of Language by Corrowe 1977).
5. مقياس كومبتن الصوتي: (Copton- Hutton Phonological Assessment

الخصائص السلوكية والتعليمية للأطفال المضطربين لغوياً:
هل تؤثر الاضطرابات اللغوية على الخصائص السلوكية للأطفال أو الأفراد ذوي المشكلات اللغوية؟ وما هي مظاهر ذلك التأثير؟ فهل هو في مظاهر قدراتهم العقلية؟ أو التحصيلية أو الاجتماعية؟ تتضح الاجابات عن مثل تلك الأسئلة إذا ما استعرضنا الخصائص السلوكية لذوي الاضطرابات اللغوية والتي يمكن تصنيفها في الخصائص التالية:
1. الخصائص العقلية: ويقصد بالخصائص العقلية أداء المفحوص على اختبارات الذكاء المعروفة مثل مقياس ستانفورد بينية أو كسلر ويشير هلهان وزميله كوفمان (Halahan- Kauffman, 1983) إلى تدني أدىء ذوي الاضطرابات اللغوية على مقياس القدرة العقلية، مقارنة مع العاديين المتناظرين في العمر الزمني، وفي الوقت الذي يصعب فيه تعميم مثل ذلك الاستنتاج، إلا أن ارتباط الاضطرابات اللغوية بمظاهر الإعاقة العقلية أو السمعية والانعفالية أو صعوبات التعلم أو الشلل الدماغي يجعل ذلك الاستنتاج صحيحاً إلى حد ما وعلى ذلك فليس من المستغرب أيضاً أن نلاحظ تدني أداء ذوي الاضطرابات اللغوية على اختبارات التحصيل الأكاديمي مقارنة مع العاديين خاصة إذا أضفنا أثر العوامل النفسية والاجتماعية في تدني التحصيل.
2. الخصائص الأكاديمية: ليس غريباً من أن الطلبة الذين يعانون من اضطرابات لغوية ذوي تحصيل ضعيف في اللغة من جهة وفي كل مظاهر التعلم التي تعتمد على اللغة من جهة أخرى، فمفرداتهم بشكل عام محدودة وسطحية وتعكس القصور الذي يعانونه في القدرة على تطوير المفاهيم وبخاصة المفاهيم المجردة، ثم أنهم يميلون إلى التعامل مع الأشياء أو الحوادث كأمور كلية أكثر من ميلهم إلى التعامل مع التفاصيل ربما ليخففوا من عبء استعمال اللغة والكلام.
كذلك الأطفال ذوو الاضطرابات اللغوية يميلون إلى توسيع استخدام الكلمات في سياقات غير ملائمة كأن يستخدموا عصير لكل ما يمكن سكبه في كأس الحليب والماء وغير ذلك أو أن يعنونوا كل ما يطير بكلمة طير أو أن يستخدموا كلمة (بس) (قط) لتدل على كل ما يمشي على أربعة.
ومعلوم أن الأطفال ذوي الاضطرابات في اكتساب اللغة يواجهون صعوبات متفاوته في تعلم القراءة، وبخاصة عندما نزداد مطاليب الكفاءة في القراءة بعد الصف الثالث، حيث لا بد من القدرة على قراءة الموضوعات العلمية الأخرى كالمواد الاجتماعية والعلمية، كما أن جنوح بعض المواد إلى استخدام المجردات والرموز تضاعف من صعوبات ذوي الاضطرابات اللغوية. 3. الخصائص الانفعالية والاجتماعية والنفسية:
غالباً ما تكون القدرات الأدائية في اختبارات الذكاء ضمن الحدود السوية لذوي الاضطرابات اللغوية، غير أن الملاحظ أن معظم القدرات العقلية تعتمد على اللغة أكثر من اعتمادها على العمل والأداء، ولهذا يلاحظ بأن درجات ذوي الاضطرابات اللغوية في اختبارات الذكاء تقل في الجانب اللغوي عنه في الجانب الأدائي، لأنهم بشكل عام يميلون نحو الحرفية في تفكيرهم ويفتقدون إلى المرونة اللازمة للمجاملة والتفاعل الاجتماعي الفعال، ثم أن اختلالات اللغة التعبيرية مثلاً تحد من تطوير أشكال رفيعة من اللعب الجماعي، لهذا فإنه لا يتاح لذوي الاضطرابات اللغوية إلا القليل من فرص تعلم المهارات الاجتماعية والتواصلية ومهارات اللعب الجماعي.
ويلاحظ أن بعض مشكلات النطق البسيطة تستمر مع الطفل وتلازمه في الرشد ولكنها لا تسبب له مشكلة في حين أن التخلف اللغوي الحاد يمكن أن يؤثر على كل مظهر وظيفي منه للفرد وقد يكون له آثار عميقة على التطور التربوي والانفعالي والاجتماعي.
وقد وجد بالدراسة أننا إذا نظرنا إلى الأطفال ذوي الاضطرابات التواصلية كمجموعة فإننا نجد كثير من المشكلات النفسية تشيع بينهم، ومن ذلك أن عدم النضج، وقصر فترة الانتباه، والقابلية للتهيج، ونوبات الغضب والسلوك الانعزالي ومشكلات السلوك من مميزات الأطفال ذوي الاضطرابات الكلامية واللغوية لملازمة سلوكهم الشخصي (Bakeretal, 1980).
ومع طول الفترة التي يعاني منها الأطفال اللجلجة تزداد إمكانية معاناة المشكلات الانعفالية، فهم يعون بشيء من الألم ردود فعل المستمع نحوهم سواءً ابتعاداً عنهم أو اشفاقاً عليهم، مما يشعرهم بالارتباك والذنب والإحباط والغضب كما ينزع الملجلج إلى الشعور باليأس ويفقد الثقة بنفسه ويصبح قلقاً ومضطرباً وأكثر ميلاً للانسحاب من الفعاليات الاجتماعية.
ويلاحظ بأن كثيراً من هؤلاء يستجيبون إلى مصاعبهم بالعدوان أو انكار معاناتهم للمشكلة بينما يميل آخرون إلى تجنب المواقف التي قد يطلب منهم فيها الكلام، فمثل هذه المواقف تشحن انفعالاتهم ولهذا فإن عدم معالجة اللجلجة واستمرارها ملازمة للفرد يمكن أن تؤدي إلى مشكلات تربوية واجتماعية خطيرة لهذه الفئة، مثل الشعور بالرفض من الآخرين أو الأنطواء والانسحاب من المواقف الاجتماعية أو الإحباط والشعور بالفشل أو الشعور بالنقص، أو بالذنب أو العدوانية نحو الذات أو نحو الآخرين أو العمل على حماية أنفسهم بطريقة مبالغ فيها أو ما يعبر عنه باسم الحماية الزائدة.

علاج اضطرابات النطق والكلام:
من الضروري أن يبدأ الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في اللغة في الحصول على العلاج قبل أن يصل إلى سن المدرسة، لأن اكتساب اللغة عادة يتم على مدار الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل، وفيما يلي عرض لبعض طرق العلاج المستخدمة مع هذه الفئة:
1. العلاج الجسمي:
من خلال التأكد من أن المريض لا يعاني من اسباب عضوية خصوصاً من النواحي التكوينية والجسمية في الجهاز العصبي المركزي وأجهزة السمع لأن السمع هو أول خطوات اكتساب اللغة، فإذا كان ضعف السمع هو المسبب فيمكن التغلب عليه بواسطة سماعات الاذن أو زراعة الوقعة لبعض الحالات التي تعاني من ضعف شديد.
2. العلاج النفسي:
ويكون بتقليل التوتر النفسي وتنمية شخصيته ووضع حد لخجله ومعرفة الصعوبات التي يعاني منه والعمل على معالجتها.
3. العلاج الكلامي:
وهو علاج مكمل للعلاج النفسي ويجب أن يلازمه، وهو أسلوب للتدريب على النطق الصحيح عبر جلسات متعددة عن طريق اخصائي النطق ويتم تدريب المريض عن طريق
- تقليد الكلمات.
- الاسترخاء الكلامي: حيث يجعل المريض في حالة استرخاء بدني وعقلي ثم يبد في قراءة قطعة ببطء شديد مع إطالة في كل مقطع يقرأه مثل: بندور ب...ن...دو...رة.
- تمرينات الكلام الإيقاعي: أي ربط كل مقطع من الكلمة بواحد من الإيقاعات الآتية: تصفيف بالأيدي أو الضرب باحدى القدمين على الأرض.
- تدريب جهاز النطق والسمع عن طريق استخدام المسجلات الصوتية وتقوية أجهزة النطق والتدريبات الرياضية أيضاً.
- تظليل الكلمات: حيث يقوم المريض بترديد ما يقوم به الأخصائي أخصائي النطق واللغة من كلمات وجهاً لوجه، في نفس الوقت وبفارق جزء من الثانية.
- أسلوب النمذجة: حيث يأخذ الطفل المريض زمام المبادأة ويقوم المعالج بتكرار الجمل الناقصة التي يتلفظ بها الطفل ويضيف إليها الكلمات الناقصة بهدف توسيع ما يتلفظ به الطفل.
4. العلاج البيئي:
إن إدماج الطفل في نشاطات اجتماعية ورياضية وفنية وجعله يلعب مع أطفال أخرين، حتى يتدرب على الأخذ والعطاء ويتاح له فرصة التفاعل وتنمية الشخصية.
إن عيوب النطق التي تستمر عند الطفل حتى مع توفير الاستثارة الإضافية والدلالات التي يقدمها المعالج يصعب في العادة تدريب الطفل على تصحيحها وتظل سمة ترافق كلامه وبعض الأشخاص لا بد لهم من الاستعانة بوسائل أخرى بما لديهم من قدرات للتواصل مع الآخرين ومعرفة ما يجري، كإشارات اليد، تعبيرات وإيماءات الوجه التي تقوم مقام الكلمات.

تمارين مساعدة للنطق والكلام:
- التحكم بحركات اللسان أمام المرأة.
- فتح الفم وإخراج اللسان بشكل مروس للخارج دون لمس الأسنان أو الشفاه ثم إعادته للداخل ببطء.
- فتح الفم قدر المستطاع وجعل اللسان يلامس الشفه العليا ثم السفلى ببط ثم بسرعة.
- فتح الفم وجعل اللسان يلامس الأسنان في الفك الأعلى ثم الأسفل ببطء وبسرعة.
- فتح الفم وجعل اللسان يقوم بعملية نقله من اليمين إلى الشمال وبالعكس.
- فتح الفم وجعل اللسان يقوم بعملية دائرية حول الشفاه.
- إغلاق الفم وتحريك اللسان بشكل دائري.
- فتح الفم وإدخال اللسان إلى الوراء وجعله يلامس أخر الفك الأعلى.
- نفخ شمعة أو نفخ فقاعات صابون أو ريشة.
- ترقيص لهب شمعة عن بعد لأطول فترة ممكنه.
- جذب الهواء للداخل كتمرين التثاؤب لرفع سقف الحلق.
- تدريب الطفل على التنفس السليم لإخراج الصوت ( شم وردة من الأنف ثم النفخ من الفم)
- تدريب الشفاه بنطق الحروف الصوتية، أ،و،ي، أأ، وو،ي ي.
- تقسيم الكلمات إلى مقاطع مثل: تلفون، ت،ل،فو،ن.

البرامج التربوية لذوي الاضطرابات اللغوية.
يقصد بالبرامج التربوية لذوي الاضطرابات اللغوية طرق تنظيم برامج الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية وتحديد نوعية تلك البرامج، وتعتبر مراكز الإقامة للأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية من أقدم تلك البرامج، حيث تقدم لهؤلاء الأطفال أو الذين يمثلون في الغالب ( الإعاقة العقلية، أو السمعية، أو الانفعالية، أو الشلل الدماغي، أو صعوبات التعلم) برامج صحية واجتماعية وتربوية في المراكز نفسها، يلي ذلك مراكز التربية الخاصة النهارية، ثم الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية، ثم دمج الطلبة ذوي المشكلات اللغوية في الصفوف العادية وهو يمثل الاتجاه التربوي الحديث في تنظيم الأطفال ذوي المشكلات اللغوية فلا بد وإن تتضمن تلك البرامج المهارات الأساسية التالية في تعلمهم وهي:
1. مهارة تعليم الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية من قبل اخصائيين في تعليم اللغة واضطراباتها ويطلق على هذا الاخصائي مصطلح (Speech Therapist) وتبدو مهمة هذا الاخصائي في قياس وتشخيص مظاهر اضطرابات النطق واللغة ومن ثم وضع البرامج التربوية الفردية المناسبة لكل منهم.
2. مهارة تعليم الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية وفق مبادئ تعديل السلوك. والممثلة في أساليب التعزيز الإيجابي أو السلبي أو العقاب أو تشكيل السلوك أو التقليد...الخ.
3. مهارة اختيار الموضوعات المناسبة للتحدث عنها، وتبدو مهمة معلم الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية والعمل مع الطلبة أنفسهم على اختيار الموضوعات المحببة أو المشوقة للأطفال، إذ يعمل ذلك على تشجيع الأطفال على الحديث عن تلك الموضوعات، كما يعمل على تخفيف التوتر الانفعالي لدى الطلبة ذوي الاضطرابات الانفعالية.
4. استماع معلم هذه الفئة لطلبته ولحديثهم دون أن تبدو عليه مظاهر صعوبة في قبول هؤلاء الطلبة ذوي المشكلات اللغوية، وخاصة الأطفال ذوي المشكلات اللغوية المتمثلة في التأتأة أو السرعة الزائدة في الكلام.
5. مهارة تشجيع وتعزيز الأطفال ذوي المشكلات اللغوية، وخاصة مشكلات التأتأة أو السرعة الزائدة.
6. مهارة تقليد نطق الكلمات أو الجمل بطريقة صحيحة، ويقصد بذلك تشجيع الأطفال ذوي المشكلات اللغوية على تقليد ونمذجة الأخرين ذوي النطق الصحيح وتعزيزها لديهم، وخاصة إذا ما استخدم اسلوب تحليل المهارات والمصحوب بالتعزيزات الإيجابية.
7. مراعاة مهارات تعليم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية، والسمعية، والانفعالية والشلل الدماغي، وصعوبات التعلم، والذين يظهرون اضطرابات لغوية وخاصة فيما يتعلق باستخدام الإيحاءات أو الاشارات، أو النماذج الكلامية.
ويذكر الروسان (2000)، في كتابه مقدمة في الاضطرابات اللغوية، عدداً من أساليب تدريس المهارات اللغوية وفق أسلوب الخطة التعليمية الفردية حيث تضمن ذ1لك الكتاب (120) هدفاً تعليمياً في المهارات اللغوية ومنها الأمثلة التالية:
مثال رقم (1)
الخطة التعليمية الفردية:
مجال الصعوبة: اللغة الاستقبالية
الهدف العام: أن يحرك الطفل راسه نحو الأصوات الصادرة بالقرب منه
الهدف السلوكي: أن يحرك الطفل رأسه نحو مصدر الصوت القريب منه
المواد اللازمة: جرس
الأسلوب التعليمي: 1. قرع الجرس بالقرب من اذني الطفل أثناء لعبة دون رؤيته لك
2. لاحظ تحريك الطفل لرأسه نحو مصدر الصوت مرة نحو اليسار ثم مرة نحو اليمين.
3. شجع الطفل لفظياً عند استجابته لمصدر الصوت
معيار النجاح في أداء الهدف السلوكي: يعتبر الطفل ناجحاً في أدائه للهدف السلوكي عندما يحرك رأسه نحو مصدر الأصوات القريبة منه

ملاحظات:............
مثال رقم(2):
الخطة التعليمية الفردية
مجال الصعوبة: اللغة الاستقبالية
الهدف العام: أن يفهم الطفل اللغة الاستقبالية
الهدف السلوكي: أن يشير الطفل إلى أجزاء جسمية مثل الأنف، العين، الفم.
المواد اللازمة: لعبة وصورة
الأسلوب التعليمي: 1. أشر إلى كل جزء من أجزاء جسم الطفل مثل: الأنف، العين، الفم.
2. أطلب من الطفل أن يشير إلى تلك الأجزاء مشجعاً إياه على الإشارة إليها.
3. كرر الإجراء الثاني بأن يشير إلى كل جزء من أجزاء جسمه بشكل منفرد.
4. عزز أداء الطفل عندما يشير بشكل صحيح إلى تلك الأجزاء.
معيار النجاح في أداء الهدف السلوكي: يعتبر الطفل ناجحاً في أدائه للهدف السلوكي عندما يشير بشكل صحيح إلى أجزاء جسمه المطلوبة.

ملاحظات:
مثال رقم (3)
الخطة التعليمية الفردية
مجال الصعوبة: اللغة التعبيرية
الهدف العام: أن يعرف الطفل استعمال الأشياء اليومية
الهدف السلوكي: أن يعبر الطفل عن استعمالات الأشياء اليومية
المواد اللازمة: كرة، حذاء، فنجان، ملعقة، قلم، غطاء للرأس
الأسلوب التعليمي: 1. أسأل الطفل أسئلة مثل: لماذا نستعمل الفنجان؟ لماذا نلبس غطاء الرأس؟
2. كرر الإجراءات السابقة مع أشياء أخرى.
3. ضع الأشياء السابقة في حقيبة ودع الطفل يخرج واحدة منها في كل مرة ويخبرك عن استعمالاتها، (أخبره أنت إذا لم يستطع ذلك).
4. نوع النشاطات المقدمة للطفل بإضافة أشياء أخرى.
5. شجع الطفل وعززه على الإجابات الصحيحة.
معيار النجاح في أداء الهدف السلوكي: يعتبر الطفل ناجحاًُ في أدائه للهدف عندما يعبر عن استعمال خمسة أشياء مألوفة لديه.

ملاحظة:.
مثال رقم (4)
الخطة التعليمية الفردية
مجال الصعوبة: اللغة التعبيرية
الهدف العام: أن يسمي الطفل الألوان الأساسية
الهدف السلوكي: أن يسمي الأطفال الألوان الأساسية التالية: أحمر، أزرق، أخضر، أصفر
المواد اللازمة: مكعبات ملونة ذات ألوان أحمر، أزرق، أصفر، أخضر
الأسلوب التعليمي: 1. ضع المكعبات الملونة في الحقيبة ثم أخرج المكعب الأحمر سائلاً الطفل ما هو لون هذا المكعب.
2. كرر الإجراء السابق مع الألوان الباقية.
3. عزز الطفل على تسميته للألوان السابقة.
4. أطلب من الطفل أن يسمي ألوان أشياء أخرى في غرفة الصف لها نفس الألوان السابقة.
المعيار في أداء الهدف السلوكي: يعتبر الطفل ناجحاً في أدائه للهدف السلوكي عندما يسمى أربعة ألوان بشكل صحيح.

ملاحظات:
ارشادات ونصائح للأسرة والمدرسة
1-يجب مراعاة النمو اللغوي لدى الطفل الصغير وتدريبه على الكلام واتاحة الفرصة لمخاطبته، وفهمه مما يؤدي الى النمو اللغوي لدى الطفل، كما يجب احاطة الطفل بالرعاية والعطف والحنان، وبخاصة من قبل الام، وتوفير الرعاية الصحية والنفسية بشكل صحيح.
كذلك يفضل على الاباء مطالعة بعض الكتب التثقيفية حول اللغة وتطورها ومشكلاتها، وهذا ما يساعدهم على فهم الغة لغة طفلهم وطبيعة نموها، والعوامل المؤثرة في هذا النمو.
2- اذا لاحظ الاباء وجود قصور لغوي واضح لدى طفلهم بالمقاربة مع الاطفال الاخرين ينبغي مراجعة الاخصائيين من الاطباء، والاخصائي النفسي او اخصائي التخاطب، حتى يتم مواجهة المشكلة ان وجدت بشكل مبكر وبالاعتماد على مبادىء علميه سليمة، ويجب عدم قلق الاباء كثيرا لان مسألة اللغة هي مسألة وقت، ونضج عصبي، وعضوي، وفكري، كما انها مسألة رعاية وتربية.
3- يجب الانتباه الى اللغة العامية واللغة الفصحى عند تعلم الطفل الكلام، وكذلك تعويد الطفل على عدم استخدام الالفاظ الشاذة والبذيئة ..... ويفضل عدم تصحيح الاخطاء النحويه، لان هذا يعتبر امر طبيعي يجب المرور عليه، وبالتالي فإن محاولة التصحيح القسرية تؤدي الى مضاعفات او اضطربات لغويه، ويجب عدم الاسراف في ذلك.
4-اذا كان للطفل اخوة صغار يجب عدم مقارنة لغة الطفل او نطقه مع اخواته الذين يتكلمون افضل منه، لان ذلك يترك اثرا سيئا لدى الطفل ويزيد من مشكلته .
5- ان وضع الطفل في عمر سنتين في دور الحضانه لاسباب مثل عمل الام او المرض او غير ذلك مقبول ولكن يفضل لو يكون الطفل مع اسرته وبين اخواته الذين يكبرونه سنا .
6-تشجيع الطفل على الكلام، التحدث، والتعبير بطلاقه، والاستماع الصحيح والقراءة، وسماع القصص، والحكايات الشيقة، والاهتمام بالصور والرسومات ويفضل عدم اجابة الطفل عن اسئلته بالاشارات والحركات الايمائيه او المبالغة في ذلك.
7- على الام التي تعمل خارج المنزل ايجاد الفرصة المناسبة لتعويض الطفل عما ينقصه من رعاية، وعطف وحوار لغوي ان من واجبات الام ليس تقديم الطعام والشراب فقط بل لا بد من الجانب الروحي والمعنوي الهام لدى الطفل .
8-ضرورة الانتباه إلى خطورة ازدواجية اللغة، حيث يعيش الطفل خلال فترة نموه اللغوي داخل وسط يتدرب فيه أو يستمع إلى لغتين مختلفتين تماما، وهذا ما يعيق نمو اللغة ويحدث اضطرابات في شخصية الطفل (أثر المربيات الاجنبيات)
9-اما بالنسبة للطفل الأعسر فيجب اعتبار ان هذه الحالة عاديه غير مرضية ويفضل عدم الإلحاح أو الضغط على الطفل للكتابة بيده اليمنى لان ذلك قد يترتب عليه فشل دراسي واضطراب شخصي، وتأتأة في الكلام.
10- ان الطفل قد يكتسب اضطرابات النطق والكلام من أبويه واخواته، والمقربون اليه، اذا تضمن كلامهم اخطاء في النطق والكلام، فالطفل سرعان ما يكتسب او يقلد، ويتعود على نطق هذه الكلمات، او الاحرف، او الجمل بشكل خاطئ,ويظهر اثر ذلك في مراحل النمو الاولى للطفل وفي الاضطرابات الوظيفية للنطق والكلام .
11- على المدرس ان يكون واعيا بالفاظ ونطق تلاميذه الصحيحة، والخاطئة، والفروق الفردية اللغوية بين تلاميذه,والاستفادة من تدريبات القراءة الجهرية، او تدريبات الهجاء في تحسين بعض الاضطرابات المتعلقة بذلك كما يمكنه التعاون مع الاسرة في تحسين مستوى النطق والكلام لدى الطفل.
12-من الضروري على المؤسسات التربوية اجراء فحوص واختبارات دورية تتناول مستوى السمع والابصار، والقدرة العقلية العامة، والقدرة اللغوية والسلوك العام لدى الاطفال والتلاميذ.
13-العمل على وقاية الطفل من الامراض والاضطرابات ومتابعة مراحل نموه اللغوي بشكل صحيح.

نصائح مهمة للاسرة التي لديها طفل مصاب باضطرابات في اللغة والنطق
1-الانصات بصبر الى حديث الطفل وعدم الالتفات للطريقة التي يتحدث بها .
2-تكرار الكلمات التي يقولها الطفل بشكل صحيح .
3-نطق الكلمة التي يقولها الطفل بشكل صحيح بزيادة كلمة او اثنتين معها.
4-التركيز على الاصوات التي ينطقها الطفل بصورة صحيحة ولكنه يحذفها او يستبدلها.
مثال:قال(تمك )هنا نقول له، س,س,س,سمك.
5-تعليم الطفل بهدوء الكلمات التي يحتاجها للتعبير عن شعوره .
6-سؤال الطفل اسئلة متعددة الخيارات مثلا :تريد حليبا,ام عصيرا
7-النظر اليه بصورة طبيعية اثناء كلامه.
8-الغناء للطفل اناشيد جديدة .
9-قراءة القران الكريم يوميا للطفل .
10-اضافة مفردات على الجمل التي يقولها الطفل اذا قال عصير نقول (كرم يرد عصيرا)
11-مدح الطفل عندما يعبر عن شعوره وافكاره.
12-اطلب من الطفل ان يوصل المهام لفظيا مثال( بابا يريد شايا )
13-اطلب من الطفل ان يقلد اصوات بعض الحيوانات ( قطة ، كلب ، حصان ،بقرة )
14-عدم انتقاد الطفل واجباره على تغير طريقة كلامه وتصحيح اخطاءه باستمرار .
15-اغلاق التلفاز او الراديو عند تناول الطعام مع الاسرة.
16-توفير جو منزلي مفعم بالهدوء والامان .
17-اختيار كلمات التدريب من البيئة المحلية (كرسي، شجرة، محمد,بيت)
18-قراءة الطفل للكتاب او قصص تناسب مستوى التعليمي.

المراجع
1-عبد العزيز سعيد، 2005 ارشاد اسر ذوي الاحتياجات الخاصة، دار وائل للنشر، عمان
2- ناصر، اماني، 2006، مقالات في التربيه وعلم النفس، دمشق، دوار القيروان .
3- سليمان نبيل، 2001 التخلف وعلم النفس للمعوقين,ط3، دمشق، جامعة دمشق .
4- مقدمة في علم علم اللغة والتخاطب 2005، مجلة الاعانة، عدد72,ص 12-32، الرياض مؤسسة العالم للصحافة والطباعة والنشر.
5- مشاكل اضطراب الكلام، الانترنت، عالم بلا مشكلات www.noo-proplems.com
8-جاك سي سيتوارت، ترجمة الاغيري عبد الصمد، آل مشرف فريد عبد الوهاب، 1996، ارشاد الاباء ذوي الاطفال غير العاديين – مطابع جامعة المللك سعود، الرياض.
9- الشخص، عبد العزيز السيد 1998، اضطرابات النطق والكلام، ط 1، مطابع جامعة المللك سعود، الرياض.
10- الروسان، فاروق، 2001، سيكولوجية الاطفال غير العاديين ط 5، دار الفكر للطباعة والنشر –عمان – الاردن
11- الوقفي، راضي، (2001) اساسيات التربيه الخاصة، عمان، كلية الاميرة ثروت 0
12- البيلاوي، ايهاب 2003، اضطربات النطق، مكتبة النهضة النصريه، القاهرة
13- امين، سهير محمود، 2000، اللجلجة المفهوم والأسباب والعلاج، دار الفكر العربي – القاهرة.

إعداد عاكف عبدالله الخطيب
تحيتي ومودتي ... أيمن ... ؛

موقع منار للتربية الخاصة
2010 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق