الأحد، 28 أغسطس 2011

خصائص النمو المعرفي اللغوي لدى الأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة ... ؛

خصائص النمو المعرفي اللغوي
لدى الأطفال العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة
في مرحلة ما قبل المدرسة

يطلق على مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة الطفولة المبكرة، وتمتد من نهاية مرحلة الرضاعة حتى دخول المدرسة، وفي تلك الفترة تستقبل دور الحضانة والروضة الأطفال فيما بين الثالثة والسادسة تقريباً، ويمثل الأطفال في هذه المرحلة حوالي 16% تقريباً من تعداد السكان، وتتميز هذه المرحلة بأن النمو فيها يكون سريعاً، ولكن أقل من سرعته في المرحلة السابقة.
وتفترض العملية النمائية مطالب في كل مرحلة من مراحلها، وتمثل هذه المطالب ما يحتاج إليه الفرد لإشباع حاجاته ودوافعه، وما تفرض عليه حاجات بيئته الاجتماعية من اكتساب أنماط محددة من السلوك المرغوب فيه المتناسب مع كل مرحلة عمرية والمتناغم مع التوقعات الثقافية للمجتمع، ويقصد بمطلب النمو هنا ضرورة قيام الفرد بعمل أو سلوك أو نشاط ( جسمي، عقلي، انفعالي، اجتماعي )، يتناسب مع مرحلة النمو التي وصل إليها، ولمعرفة مطالب النمو الخاصة بكل مرحلة من مراحل النمو أهمية كبيرة لكونها تساعد المجتمع في معرفة ما هو مطلوب من الفرد وما هي المعايير التي من خلالها نحكم على نموه بمظاهره المختلفة، كما أن معرفة مطالب النمو هام جداً للفرد نفسه، لأنها تساعد الفرد على معرفة ما يتوقعه المجتمع منه وكيف ينجح في تحقيق ذلك.
أما أهم المطالب النمائية في مرحلة الطفولة الأولى والمبكرة ( السنوات الست الأولى من حياة الطفل ) فهي:
1.     تعلم تناول الأطعمة المتماسكة.
2.     تعلم استخدام العضلات الصغيرة.
3.     تعلم مهارات الحبو والجلوس والمشي.
4.     تعلم الفروق بين الجنسين والاحتشام الجنسي.
5.     تعلم الكلام وفهمه.
6.     الاستعداد للقراءة والتعلم.
7.     تعلم ضبط الإخراج وعاداته.
8.     تعلم التمييز بين الصواب والخطأ أو بداية تكوين الضمي.

المطالب النمائية للطفل الصغير:
1.     المطالب والحاجات الجسدية ( البدنية )، والتي تتصل بالطعام والشراب، والنوم، وعملية الإخراج، والحركة الجسمية، والمزيد من اليقظة والنشاط.
2.     المطالب والحاجات البيئية النفسية، ذات الصلة الوثيقة بالسلوك الاستكشافي الذي يتسم به الطفل الصغير، في أثناء سعيه للحصول على المعلومات والمعارف والخبرة لكي ينمو معرفياً وعقلياً.
3.     المطالب والحاجات الاجتماعية، كسعيه للتواصل الاجتماعي وتكوين الصداقات والمشاركة في مجالسة الآخرين.

بعض مظاهر النمو للأطفال الصغار:
أولاً: النمو العقلي
يصل مستوى النمو العقلي في عمر الطفولة المبكرة إلى درجة عالية تتفتح فيها تقنيات جديدة للتعلم، وبناء المفاهيم، والتفكير الإستنتاجي أو الاستقرائي الذي ينتقل من خلاله من الجزئيات إلى الحكم الكلي في عملية التفكير، ويستمر هذا النمو باضطراد، اعتماداً على النشاط الذاتي للطفل، فتتكون طرائق جديدة في التفكير، حيث تتحسن قدرة الطفل على تنظيم معارفه، وتذكرها، والتعبير عنها، وتزداد أيضاً، قدرته على فهم كلام الآخرين كخطوة أساسية لإقامة تواصل اجتماعي فعال في محيط الأسرة أو المدرسة، كما تسهم التعابير الرمزية، أو الصورية، عن طريق الرسوم والتلوين، وكذلك العاب الفك والتركيب والصلصال، في إبراز القدرات العقلية للطفل وتسريع وتيرة النمو العقلي لديه، ومن خصائص النمو العقلي في هذه المرحلة:
1.     نمو قدرات جديدة في التفكير  يختلف الطفل الكبير عن الطفل الرضيع في طريقة تفكيره ونظرته إلى الظواهر والأحداث في العالم المحيط به، ويرى جان بياجيه، أن عملية النممو العقلي للإنسان تمر بأربعة مراحل:
(‌أ) مرحلة التفكير الحسي / الحركي ( من الولادة وحتى سن الثانية ):
التفكير في هذه المرحلة يكون شبه بدائياً، وبفضل نمو حواس الطفل وتطور قدراته الحركية، يستطيع في نهاية المرحلة أن يختبر قدراته مستعيناً بالمحاكاة أو التقليد والتصور والكلام أو اللغة واللعب الرمزي.
(‌ب) مرحلة التفكير السابق للتصور ( من نهاية الثانية وحتى نهاية السنة السابعة ):
وهي مرحلة انتقالية بين المرحلتين الأولى والثالثة، لأنها لا تتميز بحدوث أي توازن أو ثبات في تكفير الطفل، وليس أدل على ذلك من كثرة أخطاء الطفل عندما يريد أن يعبر عن شيىء ما، وبالرغم من ذلك فإن هذه المرحلة تتميز بظهور الوظائف الرمزية واللغة التي تضع أمام الطفل إمكانات عقلية ضخمة تمكنه من تمثل واستيعاب الكثير من المؤثرات البيئية والمطابقة معها أو التعديل فيها، بما يمكنه من التعبير عن حاجاته ومشاعره وأفكاره.
(‌ج) مرحلة العمليات المحسوسة " العيانية " ( من السنة السابعة وحتى نهاية السية الحادية عشرة ):
ينشأ في هذه المرحلة التفكير المنطقي عند الطفل في شكله الأول، ويحدث ذلك تغييراً في تفكير الطفل وطريقة تعلمه، حيث تظهر لدى الطفل قدرات عقلية ذات درجة عالية من التعقيد، مثل القدرة على التمييز بين الأشياء الحية والجمادات، بالإضافة إلى قدرات مثل الجمع أو الطرح أو التطبيق، أو التمييز، والتعرف، ويصبح الطفل قادراً على حل بعض المشكلات.
(‌د) مرحلة التفكير المجرد " العمليات الشكلية " ( من بداية السنة الثانية عشرة وحتى نهاية السنة الخامسة عشرة ):
تضع هذه المرحلة إمكانات عقلية جديدة أمام المراهق، حيث يبدأ التفكير المنطقي الحقيقي الذي يمكنه من التعامل الناجح مع عالم المجردات، وينتقل من عالم الواقع المحسوس إلى عالم التصورات العقلية والنظريات والأفكار المجرة، وتعد هذه المرحلة مرحلة التتويج للنمو العقلي للفرد.
2.     الاحتفاظ والتذكر:
تنمو القدرة على الاحتفاظ والتذكر بسرعة كبيرة في مرحلة ما قبل المدرسة وزيادة القدرة على الاحتفاظ والتذكر، هامة جداً في هذه المرحلة لأنها تمهيد لدخول الطفل الكبير إلى المدرسة، وهي شرط ضروري لنجاحه بها ولتعلمه القراءة والكتابة. وتزداد كمية المعلومات التي يستطيع الطفل تخزينها في ذاكرته، ويستفيد منها في التعامل مع المدرسة ومع الآخرين في المجتمع.
والطفل الصغير أقدر على تذكر صور الأشياء بشكل أفضل بكثير من تذكر أسمائها، ويستخدم طفل الثالثة في تذكره المخططات المكانية والزمانية واللفظية أكثر من ابن الثانية، فعندما تسأل طفل الثالثة، أين خبأت لعبتك مثلاً؟، يلتفت صوب المكان الذي خبئت فيه اللعبة أكثر من ميل ابن الثانية لفعل ذلك، ويختلف الأطفال في تذكرهم للأشياء حسب طبيعة المادة المتذكرة، أهي لفظية أم تصويرية، فالنشاط التذكري للطفل، قد يكون بصرياً أو سمعياً، وقد يكون سمعياً بصرياً، وقد يرتبط باحساسات أخرى.

ثانياً: النمو اللغوي
بعد تعلم اللغة واكتسابها جزء من النمو العقلي للطفل. فاللغة تفتح أمام الطفل حياة عقلية خفية، ويسهم استخدام اللغة، برفع عمليات المعرفة لدى الطفل إلى درجات نوعية عالية المستوى، حيث يدخل الطفل بواسطة اللغة إلى مجالات هامة من الحياة الإنسانية، ويستخدم أسلوب التخاطب والتواصل، ففي مرحلة الرضاعة، يكتسب الطفل اللغة من الأشياء ومن العلاقات بين الأشياء والمواضيع، ويخزن ذلك في ذاكرته لمدة طويلة إلى أن يستوعبها للاستخدام عندما ينضج جهازه الكلامي.
ونتيجة تعامله مع الأشياء والأشخاص يستطيع طفل المرحلة المبكرة، أن يتعلم الأفعال والأسماء، والأحرف، والمفعول، ليبني بها جملاً في المستقبل، وتساعد الطفل في تعلم اللغة قدراته العقلية وآليات التعلم والذاكرة، فيكون بذلك قاموسه اللغوي، ويكتشف قواعد بناء الجملة، من خلال تواصله مع الآخرين، وهكذا حتى ينتج بشكل تدريجي آلية لغوية خاصة.

أبعـاد استـخدام اللغـة مع أمثـلة مـحـسوسة:
حوالي السنة الفهم يفهم أسماء بعض الأشياء، وبعض الأفعال (فقط يسمع، ودون حرة الأيدي)، مثلاً : ماما، قطة، لعبة، خذ، هات، قف، ... وغير ذلك.
التقليد والمحاكاة يقلد بعض الكلمات التي تقال أمامه بوضوح، ويكون متأكداً منها ويحاول محاكاة كلمات جديدة يسمعها من الكبار.
الثروة اللغوية يتكلم كلمات قليلة من تلقاء ذاته، ومن بينها ما يدل على أشخاص، وما يدل على أشياء، وما يدل على أمثال، مثلاً: هم هم، أو نن نن ( عن الطعام ).

أبعـاد استـخدام اللغـة مع أمثـلة مـحـسوسة:
من سنة إلى سنة ونصف الفهم تنمو الكلمات ذات المعنى بصورة سريعة، حيث يتعمق الربط بين الأشياء وأسمائها. ويفهم الطفل في هذه المرحلة أسماء الكثير من الأشياء والأفعال، وهذا يؤدي إلى فهم كلمات النداء والأمر والنهي.
التقليد والمحاكاة يقلد بعض الكلمات التي يثق من لفظها. وينعكس في تقليده نوع وطريقة لفظ الكلمات التي يتكلمها الكبار من حوله.
الثروة اللغوية تنمو ثروته اللغوية، وتضم حوالي (30 كلمة)، بعض هذه الكلمات ذات معاني عامة.
قواعد اللغة يستخدم كلمات محددة، لها معنى جملة كاملة، أي يلفظ (جملة من كلمة واحدة) ليعبر عن حاجة؟

أبعـاد استـخدام اللغـة مع أمثـلة مـحـسوسة:
من سنة ونصف إلى سنتين الفهم يفهم معنى جملة رئيسية تامة، حيث يستطيع المرء أن يبدل طبيعة أفعال الطفل من خلال الكلمات وإصدار التعليمات.
التقليد والمحاكاة يعيد الكلمات بسهولة، وكذلك الجمل القصيرة التي يرددها الكبار أمامه، إلا أنه يفهمها بطريقة آلية.
الثروة اللغوية تنمو ثروته اللغوية بسرعة فائقة، حيث يبلغ عدد الكلمات في نهاية هذه المرحلة حوالي (300) كلمة، ويبدأ بتصحيح الكلمات المبسطة السابقة بلفظها من جديد بطريقة صحيحة ( مثلاً، بدلاً من أن يقول لولادة، يقول شوكولاته ).
قواعد اللغة يبدأ بقول جمل تتكون من كلمتين إلى ثلاث كلمات، وفي نهاية السنة الثانية، يبني جملاً عدد كلماتها من أربع إلى خمس كلمات. يطبق القواعد اللغوية، في البداية على الكلمات المفردة ( مثلاً: الانتباه إلى قواعد الأعداد )، والجمل النموذجية المستخدمة في هذه المرحلة تسمى بجمل "البرقيات المختصرة".
استخدام اللغة تبدأ اللغة بواسطة التواصل مع الراشدين، حيث تلبس الطلبات و الرغبات والانطباعات بكلمات محددة، ويبدأ استخدام اللغة من قبل الطفل على شكل تلفظ للكلمات المرافقة للأفعال، والأسماء، والأفراد، والنواهي، التي يسمعها من الكبار أثناء لعبتهم معه.

أبعـاد استـخدام اللغـة مع أمثـلة مـحـسوسة:
من سنتين إلى سنتين ونصف الفهم يستمر نمو فهم الطفل للغة الكبار، ما دامت اللغة تستخدم كلامات متصلة بالمحيط، ويستطيع المرء في هذه المرحلة أن يستخدم مع الطفل، كلمات تدل على الحاضر والماضي والمستقبل، شرط أن يتضمن ذلك أشياء من خبرات الطفل السابقة.
التقليد والمحاكاة يستطيع تقليد جمل تامة، وأغاني قصيرة.
الثروة اللغوية يضيف إلى ثروته اللغوية كلمات جديدة غير معروقة سابقاً، ويستخدم جملاً تامة، ويسأل: أين، ومن، ومتى؟
قواعد اللغة يستخدم اللغة كوسيلة للتواصل مع الأطفال الآخرين، ويبادر الحديث عن أشياء عديدة.
استخدام اللغة يستخدم اللغة كوسيلة للتواصل مع الأطفال الآخرين، ويبادر الحديث عن أشياء عديدة.
من سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات الفهم يستطيع فهم وإدراك الأحاديث البسيطة التي يرويها الكبار، حتى ولو كانت هذه الأحاديث متصلة بأحداث لم يعشها الطفل بنفسه.
التقليد والمحاكاة يكرر بسهولة الأغاني والحكايا التي يرددها أقرانه.
الثروة اللغوية تدخل جميع أنواع الكلمات في لغته ( ما عدا الكلمات التي تدل على اسم الفاعل، واسم المفعول والظروف )، وتنمو لديه الثروة اللغوية بشكل سريع ويصبح عددها (1500) كلمة في عمر أربع سنوات.
قواعد اللغة يتكلم جملاً مركبة، من بينها الجمل المعقدة التركيب ( تتكون من جمل رئيسية وفرعية )، وتتضمن هذه الجمل من حيث التركيب بعض الأخطاء اللغوبة.
استخدام اللغة يتحدث عن الأحداث بجمل قصيرة قليلة. وعندما يسأل، يستطيع أن يعيد ما حكي له من حكايات أو قصص، سواء باستخدام الصور أو بغير ذلك.

الخصائص المعرفية / اللغوية لذوي الاحتياجات الخاصة:
أدرك الأخصائيون في علم النفس التربوي أن توزيع الأطفال داخل الفصول الدراسية طبقاً لأعمارهم الزمنية لا يحقق التجانس بين أفراد كل مجموعة من الخصائص الأخرى غير السن. ففي نطاق الصف الواحد يختلف الأطفال فيما بينهم في العديد من الخصائص، فقد يختلف طفلان في الطول، أو الوزن، أو في قدرة كل منهما على القراءة والكتابة.
أحد العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند النظر إلى خصائص الطفل غير العادي. فمثل هذا الطفل قد يختلف عن الطفل المتوسط في مثل سنه في عديد من الأشكال. قد يكون من الناحية العقلية أكثر تفوقاً أو أكثر تخلفاً، وقد لا يسمع أو لا يبصر بنفس الدرجة، وقد لا تكون لديه القدرة على الحركة كالطفل المتوسط، وقد لا تتوافر له نفس الدرجة من النمو اللغوي أو القدرة على النطق كالطفل المتوسط، أو أنه قد ينحرف عن الطفل المتوسط في سلوكه الذاتي وطبيعة علاقاته الاجتماعية.
وهناك مفهوم آخر للفروق الفردية يشير إلى مقارنة قدرات نفس الطفل ومهاراته مع جوانب عجزه أو قصوره، ويطلق عليها الفروق الفردية الذاتية. وهذا المفهوم هو في الواقع المفهوم الأكثر أهمية الذي يجب أن يوضع في الاعتبار عند التخطيط للبرنامج التعليمي للطفل غير العادي. فمثل هذا الطفل يعاني من فروق ذاتية، أي انحرافات في مظاهر النمو لديه.
ومن الخصائص التي تميز ذوي الاحتياجات الخاصة في مرحلة الطفولة عن أقرانهم العاديين ما يلي:
1.     يختلف المتخلفون عقلياً عن أقرانهم العاديين في النمو العقلي والقدرات العقلية، والفروق بين حالات التخلف المتوسط والعاديين كبيرة في مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها. ويمكن التمييز بين الطفل المتخلف والطفل العادي في هذه الجوانب في سن مبكرة لأن نموه العقلي بطىء جداً، وقدراته العقلية ضعيفة، وحصيلته اللغوية بسيطة، ونستطيع تشخيص تخلفه في مرحلة الروضة ونحن مطمئنون إلى دقة التشخيص.
أما الفروق بين حالات التخلف العقلي الخفيف وأقرانهم العاديين في النواحي العقلية فهي بسيطة في مرحلة الطفولة المبكرة، وكبيرة في مرحلة الطفولة المتوسطة وما بعدها. ويتعذر تشخيص تخلفها في مرحلة الروضة، ويفضل التشخيص بعد الالتحاق بالمدرسة الابتدائية وملاحظتها فترة كافية، لأن الخصائص العقلية لا تميز بين المتخلف وغير المتخلف في الأعمار الصغيرة، وتميز بينهما في الأعمار الكبيرة.
وأهم الخصائص العقلية التي تميز المتخلفين عن العاديين:
البطء في النمو العقلي:
يزداد الانتباه عند العاديين في المدة والمدى مع زيادة العمر الزمني، أما الانتباه عند المراهق المتخلف عقلياً فمثل انتباه الطفل الصغير محدود في المدة والمدى، فلا ينتبه إلا لشيء واحد ولمدة قصيرة. وهذه الخاصية تجعل المتخلف لا يتعلم من الخبرات التي تمر به إلا إذا وجد من ينبهه إليها حتى يدرك ويتعلم منها.
القصور في الإدراك:
يعاني المتخلف عقلياً من قصور في عمليات الإدراك العقلية خاصة عمليتي التمييز والتعرف على المثيرات التي تقع على حواسه الخمس، بسبب صعوبات الانتباه والتذكر. فإذا سألت الطفل المتخلف عن أوجه الشبه بين البرتقالة والتفاحة فإنه لا ينتبه إلى الفئة التي تشملها، وينتبه إلى أشياء أخرى، ويكون إدراكه لعلاقة الشبه سطحية وبسيطة.
القصور في الذاكرة:
المتخلفون عقلياً يتعلمون ببطء وينسون ما تعلموه بسرعة، لأنهم يعانون من قصور في كل من الذاكرتين الحسية وقصيرة المدى، وأيضاً الذاكرة الطويلة المدى، ولا يحتفظون في الذاكرة إلا بمعلومات قليلة وبعد جهد كبير في تعلمها.
القصور في التفكير:
يظل تفكير المتخلفين عقلياً متوقفاً عند مستوى المحسوسات، ويكون تفكيرهم في المراهقة مثل تفكير الأطفال العاديين، لأن تفكير الطفل المتخلف ينمو ببطء، بسبب قصور الذاكرة لديه، وضعف القدرة على اكتساب المفاهيم وتكوين الصور الذهنية والحركية، وضآلة حصيلته اللغوية.

2.     تشير نتائج الدراسات السابقة إلى شيوع صعوبات النطق وعيوب الكلام بين المتخلفين عقلياً، ومن عيوب الكلام الشائعة عند المتخلفين عقلياً : عدم القدرة على النطق، عدم وضوح الكلام، التهتهة، اللعثمة، اضطرابات الصوت، ويعاني العديد من المتخلفين عقلياً من عدم القدرة على النطق بسبب قصور النمو العقلي، وعدم القدرة على التعامل باللغة والرموز وخاصة بالنسبة للتخلف الشديد، أما ذوي التخلف البسيط والمتوسط فنسبة كبيرة من عيوب النطق لديهم ترجع لأسباب عضوية ونفسية واجتماعية.
ولا يهدف العلاج إلى شفاء المتخلف عقلياً من صعوبات النطق بقدر ما يهدف إلى تحسين قدرته على النطق وإصلاح عيوب الكلام عنده وزيادة ثروته اللغوية في حدود ما تسمح به قدراته العقلية، ويمكن تصنيف عيوب النطق والكلام على النحو التالي بوجه عام :
1.     مشكلات في النطق ( مثل اختفاء الصوت أو الإبدال أو الإضافة ).
2.     اضطرابات انطلاق الصوت والكلام مثل التهتهة واللجلجة.
3.     انحرافات الصوت مثل الارتفاع أو التضخيم.
4.     انشقاق الحنك.
5.     عيوب النطق المرتبطة بالشلل المخي.
6.     عيوب النطق التي ترتبط بمشكلات السمع بشكل مباشر.

تحيتي ومودتي ... أيمن ... ؛
 
إعـداد أ.د/ أحمد أحمد عـوّاد
أستاذ التربيـة الخاصـة
كلية التربية بالعريش/ جامعة قناة السويس
جامعة عمان العربية للدراسات العليا
مارس 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق